المسرى.. فؤاد عبد الله
رغم تحديد موعد لإجراء انتخابات برلمان إقليم كوردستان، إلا أن الخلافات بين الأحزاب السياسية لا تزال باقية والتي كانت سببا في تمديد ولاية البرلمان في تشرين الأول الماضي، حيث أن تلك القوى لم تتوصل لحد اليوم إلى اتفاق نهائي حول قانون الانتخابات ومفوضيتها، هذا فضلا عن أن الأحزاب السياسية لا علم لها بهذا الموعد كون رئيس الإقليم لم يشاورهم قبل إصدار مرسومه الإقليمي.
لا توجد آلية قانوية
الدكتور سعيد الكاكائي العضو السابق في مجلس المفوضين بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات تحدث للمسرى قائلا إنه ” لا توجد هناك أية آلية قانونية لإجراء انتخابات برلمان كوردستان الذي أعلن عن القيام به في 18 من تشرين الثاني القادم، وكما نعلم أن استحقاق الانتخابات قد تأخر وهناك ضغوط دولية على السلطتين التنفيذية والتشريعية المنتهيتين الصلاحية في الإقليم على إجرائها خلال هذه السنة 2023″، مبينا أن ” كلا السلطتين المنتهيتين الصلاحية ستذهبان دون شك نحو فرض المصلحة العامة بالوقت المحدد، ومع هذا القانون يحتاج إلى تعديل والمفوضية تحتاج إلى تنشيط وإعادة هيكليتها، وبالتالي البرلمان لا يستطيع أن يمرر قانون جديد ولا تعديل لقانون المفوضية لأنه منتهي الصلاحية”.
طعون بانتظاره
وأضاف الكاكائي أن ” البرلمان حتى إذا مرر قانون للانتخابات أو لتعديل المفوضية، سترفع ضده طعون دستورية وقانونية لأنه كما ذكرنا آنفا أن البرلمان والسلطة التنفيذية كلاهما فاقدان للشرعية كونهما منتهيان الصلاحية، لذلك المصلحة العامة هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها إجراء الانتخابات في وقتها المحدد”، مؤكدا أنه ” في هكذ حالة تبقى المفوضية هي نفسها والبرلمان هو نفسه وسيذهبون لإجراء الانتخابات بالقانون والمفوضية القديمة، إلا إذا أرادت السلطة التنفيذية في الإقليم من الضغط على البرلمان من أجل الإتيان بطبخة غير قانونية سواء لتعديل قانون الانتخابات في الإقليم أم لتعديل قانون المفوضية، وبالنتيجة ستفتح عليها بابا للطعون القانونية”.
قوى غير متوافقة
ومن جانبه قال رئيس مؤسسة ستاندارد الإعلامية مسعود عبد الخالق لـ( المسرى) إنه” منذ البداية ظهر جليا ان القوى السياسية في الإقليم لم تكن متوافقة فيما بينها على موعد لإجراء الانتخابات، بدليل أن غالبية الأحزاب الكوردستانية أصدرت بيانات تفيد بأنها ليس على علم وإطلاء بالموعد الذي أعلن عنه رئيس إقليم كوردستان ، ما عدا الديمقراطي الكوردستاني، وبالنتيجة ذلك الموعد يبدو انه ليس في مكانه ولا زمانه” مشيرا إلى أن ” شعب كوردستان ليس لديه أمل كبير بهذه الانتخابات حتى لو جرت، لأنه كما يشاع أنه منذ الـ30 سنة الماضية وكل الانتخابات التي جرت في الإقليم هم نفس الوجوه وبنفس النتيجة”.
عدم الإيمان بالديمقراطية
ولفت عبد الخالق إلى أن ” أحزاب السلطة لا تؤمن بالديمقراطية تقول بنفسها وفي تصريحاتها أنها حتى لو حصلوا على مقاعد قليلة فإنهم سيبقون في السلطة، وفي المقابل النخب الثقافية تؤمن بالديمقراطية وبالتداول السلمي للسلطة، ولكن أحزاب السلطة غير مؤمنين بذلك”، مؤكدا أن ” الانتخابات لا تجر في الموعد الذي حدد له نهاية هذه السنة، وبالتالي ستتعمق الخلافات أكثر بين الأحزاب السياسية وتحديدا بين أحزاب السلطة، والمتضرر الوحيد هو الإقليم وشعبه”.
مصلحة عامة
وأصدر نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان قبل عدة أيام مرسوماً إقليمياً حدد فيه يوم 18 من شهر تشرين الثاني المقبل موعداً لإجراء الانتخابات البرلمانية في الإقليم، وطالب القوى السياسية بمراعاة المصلحة العامة و حل كل المشاكل التي تتعلق بقانون الانتخابات والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كوردستان و غيرها و ذلك لانجاح الانتخابات”.