المسرى متابعات
محمد البغدادي
أشارت استطلاعات رأي حول الانتخابات التركية المقرر اجراءها في الرابع عشر من شهر مايس المقبل الى تقدم احزاب المعارضة بنسبة ضئيلة.
في الاثناء حصل تحالف المعارضة على 42.2% من الاصوات المستطلع رأيها فيما حصل التحالف الحاكم على 40.6% من الأصوات .
وبينت نتائج الاستطلاع الى أنه وفق متوسط الاستطلاع فأن الأحزاب التي تتجاوزت العتبة 7% هي حزب العدلة والتنمية والشعب الجمهوري والجيد و الشعوب الديمقراطي .وأضافت أن متوسط أصوات حزب العدالة والتنمية بلغ 32.8% والشعب الجمهوري 27.6% وحزب الجيد 10.5% والشعوب الديمقراطي 10.7% فيما لم يحصل حزب الحركة القومية الا على نسبة 6.5% من الأصوات وحزب الرفاه على 1.9%.
وتشكل الانتخابات المقبلة اختبارا صعبا للرئيس رجب طيب أردوغان لتتويج عقدين من حكمه بولاية رئاسية جديدة وأخيرة، ومن حيث الاستقطاب السياسي والمجتمعي الحاد الذي يُصاحبها والظروف الاستثنائية المحيطة بها بفعل تداعيات الزلزال المدمر والتضخم المرتفع، فضلاً عن أنها تأتي في لحظة تحوّلات عالمية كبيرة ليست أنقرة بعيدة عنها.
يرى مراقبون ان الانتخابات المقبلة مختلفة إلى حد كبير. فهي المرة الأولى التي يواجه فيها أردوغان تحالفا يضم 6 أحزاب معارضة بينها حزبان كبيران، كما أنها ليست منافسة تقليدية بين ائتلافين -حاكم ومعارض- بقدر ما هي صراع على تحديد هوية تركيا في قرنها الثاني.
فالمعارضة التي تسعى لهزيمة أردوغان، لا تُريد الوصول إلى السلطة فحسب، بل تسعى لتغيير النظام السياسي وإدارة اقتصادية مختلفة جذريا عن إدارة أردوغان وتعد بتبني نهج مختلف كليا عنه في السياسة الخارجية. وما يُضفي غموضا أن كلًّا من أردوغان والمعارضة يعتقدان أنّهما سيفوزان. فمن جانب، ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة وتداعيات الزلزال، وقّع أردوغان مرسوما بالدعوة إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو/أيار قبل شهر من موعدها الأصلي في خطوة عكست ثقته بقدرته على الفوز، وتتحدى الافتراض السائد بأن المعارضة تمتلك فرصة كبيرة للإطاحة بحكم حزب العدالة والتنمية. ومن جانب آخر، نجح التحالف السداسي المعارض في تقديم جبهة موحدة لخوض الانتخابات والاتفاق على ترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو للرئاسة، لكنّ الأزمة القصيرة التي عصفت به على خلفية المرشح الرئاسي المشترك، كشفت هشاشة التحالف وصراع الإرادات بين أكبر مكونين فيه.وفق استطلاعات رأي
وتنحصر المنافسة الرئاسية بين شخصيتين بارزتين هما أردوغان عن تحالف الجمهور وكليجدار أوغلو عن تحالف الأمة المعارض. ويُمكن أن تنضم شخصيات أخرى إلى السباق الرئاسي، لكنّ المنافسة ستتركز بين أردوغان وكليجدار أوغلو بالنظر إلى الثقل الانتخابي الكبير لكليهما. مع الأخذ بعين الاعتبار أن أردوغان لديه خبرة واسعة في قيادة المنافسة الانتخابية وإرث سياسي كبير كنتيجة لعقدين من الحكم، ولذا فإن السؤال هو ما إذا كان كليجدار أوغلو قادرا على المنافسة؟
تلعب اثنتان من المُحددات دورا بارزا في هذه المنافسة، الأولى هي المهارة الشخصية للمرشح في مخاطبة الجمهور وإقناعه بأنه سيكون الأفضل له، والثانية هي الحيثية السياسية والثقل الانتخابي.
هنا يبرز رهانان مختلفان، فمن جهته يُعول أردوغان على أن كليجدار أوغلو، ذا الميول العلمانية العميقة، لن يتمكن من كسب الأصوات المحافظة التي لم تحسم خياراتها بعد، وكذلك الأصوات المحافظة من القاعدة الانتخابية للأحزاب الأخرى المنضوية في التحالف السداسي كأحزاب الجيد والسعادة والمستقبل ودواء، وهو ما يُضعف الكتلة التصويتية للمعارضة. وفي المقابل، يُراهن كليجدار أوغلو على استمالة أصوات حزب الشعوب الديمقراطي في الجولة الأولى، في حال التوصل إلى صفقة معه، أو في الجولة الثانية للفوز في الرئاسة وتعويض فقدان الأصوات المحافظة في تكتل المعارضة.