المسرى متابعات
وفاء غانم
تضج مواقع التواصل الاجتماعي ومع بداية شهر رمضان المبارك بموجة احتجاج كبيرة على بعض المسلسلات الرمضانية العراقية والعربية والتي اثارت غضبا واستياء الكثيرين، الذين اتهموا القائمين عليها بالإساءة لهم من خلالها، و بأنها أحداث غير حقيقية وتزوير للواقع، وسط مطالبات بإيقاف عرضها .
فمع بدء عرض اولى حلقات بعض الاعمال التلفزيونية الرمضانية احتج المتابعون على ما تنطوي عليها هذه الاعمال التي اثارت جدلا واسعا تمخض عنها ردود فعل متباينة في الاوساط الشعبية وحتى السياسية.
“دفعة لندن” .. تشويه المرأة العراقية
وعلى رأس هذه الأعمال مسلسل ” دفعة لندن” ، فبعد عرض اولى حلقاته غضب كثير من النشطاء العراقيين بسبب مشهد منه، والذي تضمن ظهور خادمة تحمل الجنسية العراقية، مؤكدين أنها مجرد محاولة من صناع العمل لتشويه المرأة العراقية.
و تدور وقائع المسلسل عن مجموعة من الطالبات يدرسن الطب في لندن، بينهم طالبة عراقية دورها يكون خادمة لطالبة كويتية مقابل دراهم معدودة، وتظهر الطالبة العراقية وكأن مهنتها الخدم بطبعها، وليس طالبة دكتوراه في الطب.
واثار هذا المسلسل جدلاً كبيرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الخليج والعراق إذ اعتبر العراقيون أن المسلسل يشوه صورتهم ويتعمد الإساءة إليهم ما تسبب في غضب مغردين وناشطين. فيما دافع كويتيون عن العمل مؤكدين أن المسلسل إنتاج سعودي وجرى تصويره خارج الكويت وبمشاركة نخبة من الممثلين العرب ومن مختلف الجنسيات ـ عراقيون من بينهم ، وسط تساؤلات عن أسباب اتهام الكويت بتشويه صورة العراقيين.
وردت الكاتبة الكويتية ( كاتبة المسلسل )هبة مشاري على الكم الهائل من التعليقات المستاءة من العمل . وفي معرض ردها على أحد المدونين العراقيين الذين هاجموها ووصف مسلسلها بالفاشل قالت مشاري “سيدي الفاضل تاريخكم أكبر من أن يخبروني به مجموعة من المشحونين عاطفياً، تاريخكم يخصنا نحن العرب نستند عليه ونتباهى به، المصيبة من المتلقي قصير النظرة المعبأ بفكرة المؤامرة”.
وختمت مشاري ردها قائلةً “مع الأسف، التلقي سطحي جداً والعراق أكبر من تخليص حسابات، لكن أخذكم الحماس والغيرة والله يعلم أننا نغار على عراقنا أكثر منكم، لكم الظنون ولله النوايا”.
لم يكن بموافقة الكويت
واوضح مسؤول كويتي ، أن مسلسل ‘ دفعة لندن’ لم يكن بموافقة الكويت وكان خارج الكويت وهو من انتاج مؤسسة اعلامية غير حكومية ،مبيناً أن كاتبة المسلسل عليها أمر قبض من النيابة الكويتية.
عضو مجلس النواب مصطفى جبار سند ، كان قد أكد في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك’ أن “الجانب الكويتي اتصل بالجانب العراقي على إثر الكتاب المقدم من قبله والذي طلب فيه استدعاء السفير الكويتي لدى بغداد بسبب الاساءة للعراقيين في المسلسل ، وأبلغه أن مسلسل “دفعة لندن” المثير للجدل لم يكن بموافقة الجهات المعنية في الكويت”.
سند أوضح ايضا أن “المسلسل كان خارج الكويت وهو من انتاج مؤسسة اعلامية غير حكومية ولدولة أخرى، كما أن كاتبة المسلسل عليها أمر قبض من النيابة الكويتية” .
“الكاسر”.. اساءة للمواطن الجنوبي و تدخل برلماني
أما المسلسل الاخر فهو “الكاسر” والذي اثار ضجة شعبية واسعة وسط مطالبات من قبل تجمعات عشائرية وسياسية وعدد من النواب بضرورة إيقاف عرض مسلسل الذي يعرض على قناة UTV، مؤكدين أن فيه إساءة واضحة للمواطن الجنوبي، وشيوخ العشائر في تلك المحافظات.
وفي 25-3 – 2023 وجه رئيس هيئة الاعلام والاتصالات علي المؤيد، بايقاف مسلسل “الكاسر” بعد المطالبات النيابية و العشائرية.
المؤيد وفي تصريح صحفي له قال إنه “ابلغنا قناة utv بضرورة ايقاف مسلسل الكاسر بعد المطالبات النيابية و العشائرية العديدة التي وصلت الهيئة “، لافتا الى ان “الهيئة تقدر عاليا المطالبات العشائرية الحقة لأبناء شعبنا في جنوب العراق العزيز و سوف نتخذ كافة الاجراءات الكفيلة بالحفاظ على مكانة المواطن الجنوبي الكريم” .
وطالب النائب، مصطفى سند، هيئة الإعلام والاتصالات، بإيقاف عرض المسلسل التلفزيوني الرمضاني (الكاسر)، “لإساءته للمجتمع الجنوبي وسمعة عشائره”.
من جانبه طالب شيخ عشيرة السواعد، حمود عزيز الشياع، رئاسة الوزراء، وهيئة الاعلام والاتصالات، بإيقاف عرض المسلسل لما تضمنه من إساءة، للعشائر الجنوبية وتشبييها بـ (الإرهاب الداعشي)، وحظره أيضاً في مواقع التواصل والاعتذار الرسمي من قبل الجهة المنفذة لهذا العمل الهدام”.
وطالب المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة الصادقون (العصائب)، محمود الربيعي، إيقاف مسلسل “الكاسر” ومحاسبة إدارة القناة.
الربيعي في تغريدة تابعتها (المسرى) قال “كنت قد حذرت من الإساءة لأهلنا في الجنوب ،ونبهت لضرورة التصدي لأي عمل درامي يمكن أن يثير غضب العراقيين في هذا الشهر الفضيل وكان جواب ادارة القناة التي تعرض المسلسل المسيء قبل العرض ان مسلسل الكاسر ليس فيه إساءة ، والآن وقد تبينت الحقيقة”.
هذا وأكدت هيئة الإعلام والاتصالات أنها “تراقب وترصد كل ما من شأنه أن يمس التماسك والنسيج المجتمعي العراقي، وسوف تتخذ كافة الإجراءات القانونية الرادعة لمنع ذلك”.
وتباينت ردود أفعال المدونين في مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد لما جاء في أحداث المسلسل وحلقاته الأولى، بينما طالبت مجموعة أخرى بإيقاف عرضه ومحاسبة من يقوم بالإساءة للمواطن الجنوبي.
في المقابل، نشرت قناة “يو تي في” العراقية بياناً قالت فيه “تلقينا بدهشة واستغراب قيام بعض الجهات والشخصيات بشن حملة ضد قناتنا من خلال تشويه مضامين الكاسر”.
كما أكدت القناة أن المسلسل “لم يُنتج إلا في إطار أهدافه وغاياته المهنية والدرامية، بعيداً عن أي أغراض أخرى”، مشيرة إلى أنها تؤكد التزامها بثوابتها الأخلاقية والوطنية.
مسلسل ” فلوجة “
هذا وندد مجلس وجهاء وأعيان مدينة الفلوجة، باستخدام اسم المدينة، حيث اعتبر المجلس، في بيانه، إطلاق اسم المدينة على مسلسل يتناول موضوع انحراف المراهقين، والعلاقات المتوترة بين التلاميذ والأساتذة وعائلاتهم بأنّه محاولات “للنيل من الفلوجة المدينة الرمز، مدينة المساجد التي أعطت للعالم أجمع دروساً في مقاومة المحتل، والدفاع عن ثوابت الدين والقيم”.
البيان أكد ايضا أنّه “يدين زج اسم الفلوجة في الظواهر المريضة لبعض فئات المجتمع التونسي، ويدعو مجلس النواب والحكومة إلى تقديم احتجاج رسمي للحكومة التونسية وإيقاف عرض المسلسل”.
وكتب حساب معني بأخبار المدينة على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ “مسلسل فلوجة الذي يعرض على قناة الحوار في تونس يجب إيقاف عرضه فوراً مع تقديم اعتذار للعراق عموماً، ولمدينة الفلوجة الباسلة، لاختيار اسمها لمسلسل هابط بحسب وصفهم، والذي أثار حفيظة التونسيين قبل غيرهم، لانه يتطرق إلى الجنوح الأخلاقي والسلوكي لطلبة المدارس”، مطالبين بإيقاف عرض هذا المسلسل الذي يسيء لاسم مدينتهم لما لها من قدسية في ضمير الشعب العراقي”.
وفي رمضان كل عام تعج القنوات التلفزيونية بالأعمال والمسلسلات، حيث تتجه أنظار الملايين كل ليلة في هذا الشهر نحو شاشة التلفزيون، لمشاهدة الحلقات الجديدة من المسلسلات والبرامج الرائجة، وهي عادة مستمرة منذ سنوات طويلة.
ويرى معنييون ومتابعون أن مسيرة الدراما العراقية تراجعت كثيرا بعد عام 2003، لكنها شهدت انتعاشا نسبيا في السنوات الأخيرة، حيث تولى القطاع الخاص من قنوات وشركات فنية إنتاج مسلسلات لقيت كثيرا من الإقبال والتجاوب داخل العراق.