خاص .. المسرى
في ساعات متأخرة من الليل ورغم سوء الأحوال الجوية والبرد، خرج أهالي محافظة الديوانية في تظاهرة جماهيرية حاشدة للمطالبة بإنقاذ محافظتهم من الفقر والجوع ونقص الخدمات وإعلانها محافظة منكوبة خدماتيا، مطالبين في الوقت ذاته، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بكشف ملفات الفساد للحكومات التي تعاقبت على إدارة الديوانية ولم تقدم إليها أبسط الخدمات سوى النهب والإهمال.
وقفة احتجاجية
أحد المتظاهرين من أهالي الديوانية تحدث للمسرى قائلا إن ” خروج أبناء المحافظة بكل مسمياتها في هذه الوقفة الاحتجاجية من أجل الضغط لإعلان الديوانية محافظة منكوبة، فضلا عن المطالبة بتأسيس صندوق لإعمار الديوانية على غرار صناديق الناصرية والمدن الغربية، وكذلك بإعلان ومحاسبة الأشخاص والشركات التي سرقت أونهبت أموال المحافظة أوتلكأت في إنهاء مشاريعها بالإضافة إلى الدمار الذي ألحقوه بالديوانية”، مؤكدا أن ” من إحدى مطالب اهالي المحافظة هو تعويض المواطنين المتضررين جراء الأمطار الأخيرة، حيث تضررت بيوتهم وسياراتهم وماشيتتهم ومحلاتهم وما إلى ذلك”.
نُهبت وسُرقت
وكذلك طالب مواطن آخر من المحتجين في الديوانية عبر المسرى “حكومة محمد شياع السوداني أن تتعامل مع الديوانية كمحافظة خرجت حديثا من الحرب، شأنها شأن المحافظات الغربية والموصل وصلاح الدين التي تحررت من داعش الإرهابي، وذلك لأن الديوانية بصراحة هي محافظة سرقت ونهبت واحتلت من قبل الفاسدين في المرحلة الماضية وتحديدا في السنوات العشرين الماضية، وبالأخص الثلاث سنوات ونصف المنصرمة”، مبينا أن ” السنوات الثلاث ونصف الماضية من عمر الديوانية شهدت قيام المسؤولين فيها وخصوصا أعلى سلطة في المحافظة بالقضاء على ما تبقى فيها من بنى وخدمات ، وذلك بسبب كثرة الفساد التي إرتكبوها، مطالبا الحكومة المركزية بدعم الحكومة المحلية الحالية من خلال إجراء إصلاحات في المرحلة المقبلة، وإبعاد الفاسدين من مراكز القرار والعمل في دوائر الدولة ومحاسبتهم، والعمل على وضع خطط استراتيجية للنهوض بواقع الديوانية من كل النواحي عمرانيا وخدماتيا”.
الفقر والجوع
مواطن آخر من أهالي الديوانية وأحد المشاركين في التظاهرة تحدث للمسرى قائلا أنه ” يبدو من الغرابة عندما ترى تظاهرة تخرج تحت عنوان ” الديوانية منكوبة” ولكن هذه حقيقة يجب أن يعرفها القاصي والداني، وأن المشكلة وما تعانيه الديوانية ليست الأمطار والسيول وإنما المشكلة هي حالات الفقر الهائلة، وحالات الفساد التي أصبحت تتصدر المحافظة والبلاد بشكل كامل، فضلا عن عمق المحرومية في المحافظة، لذلك تجد الديوانية أمام أول مطرة تجاوزت النصف ساعة، قد غرقت بالكامل، والخسارة المادية بملايين الدولارات، ما أظهر أي (المطر والسيول) سوء الحكم والإدارة للحكومات المتعاقبة على المحافظة منذ 2003″.
المسؤولية والعطف
سيدة أخرى من أهالي محافظة الديوانية شاركت في التظاهرة وبينت للمسرى أن ” التظاهرة هي من أجل المطالبة بالخدمات التي تفتقر إليها المحافظة، وخير دليل ما عانته المحافظة في الأيام القليلة الماضية بسبب الفيضانات الأخيرة التي شهدتها ونسبة الخسائر الكبيرة التي تكبدتها العوائل الفقيرة وزادتهم معاناة فوق ما كانوا يعانون منه سابقا، مطالبة الحكومة بتوفير الخدمات لأبناء المحافظة والإلتفات إلى إخوانهم وأخواتهم بعين من المسؤولية والعطف وتحسين واقعهم الخدمي”.
معاناة محافظة
وتعرضت الديوانية مؤخرا لموجة أمطار استمرت عدة أيام، انهارت بسببها منظومتا المجاري والكهرباء وتسببت بغرق الشوارع، وعليه يطالب سكانها مجلسي الوزراء والنواب بوضع حد للفساد المستشري ونقص الخدمات في محافظتهم ومحاسبة المقصرين، إلى جانب إنشاء صندوق لإعمار الديوانية وتخصيص مبالغ إضافية لموازنة المحافظة بعد إعلان الحكومة المركزية الديوانية محافظة منكوبة من الجوانب كافة.