على مشارف مدينة البصرة ، يقع عدد من أكبر مناطق التنقيب عن النفط في البلاد، وتعتبر الغازات المشتعلة من هذه المواقع خطيرة لأنه ينبعث منها مزيج قوي من ثاني أكسيد الكربون والميثان والسخام الأسود الملوّث للغاية.
وقالت الأمم المتحدة في تصريح طالعه المسرى ، إنها تعتبر مثل هذه الأماكن في العراق “مناطق لتقديم القرابين (البشرية) في العصر الحديث” حيث تعطى الأولوية فيها للربح بدلاً من احترام حقوق الإنسان.
اعداد : محمد البغدادي

لاتزال المخاوف تطبق انيابها على قلوب مواطني البصرة مع استمرار التلوث البيئي الذي أسهم بتصاعد الإصابات بمرض السرطان ، مطالبين بتوفير مستشفيات خاصة للمعالجة.فيما تأتي التصريحات والبيانات المتتالية لمسؤولي المحافظة بالتزامن مع تقارير رسمية تتحدث عن ارتفاع نسب التلوث في المحافظة، نتيجة عمليات استخراج النفط ومخلفات الحروب السابقة.واخرها ما كشفت عنه مفوضية حقوق الانسان، اليوم الاربعاء ، عن احصائية مفزعة باعداد الاصابات السرطانية التي تسجل سنويا، مبينة أنها بلغت 9000 اصابة ما يعني تسجيل اصابة واحدة كل ساعة.
وقال مدير مكتب المفوضية في البصرة مهدي التميمي في تصريح صحفي طالعه المسرى ، إن “هناك زيادة فاحشة بالاصابات في الاورام السرطانية المسجلة في محافظة البصرة”. وأضاف التميمي، أن “البصرة تسجل 9000 اصابة بمرض السرطان سنويا”، عازيا اسباب ذلك الى “التلوث الكبير في مياه واجواء المحافظة”. موضحا ، أن “هناك أكثر من 700 شعلة تحرق يوميا الكثير من الغازات السامة”، لافتا في الوقت نفسه الى “مياه البصرة ملوثة بكتيريا وجرثوميا”.

البصرة تعرضت إلى تلوث بيئي خطير، وهو سبب مواصلة تسجيل الأمراض السرطانية نتيجة الحروب والتلوث واستخراج النفط. وأن “الإمكانيات المتوفرة لمعالجة هذه الأمراض تغطي 45% فقط من حاجة المحافظة”.وفق نواب عن البصرة
من جانبه، كشف مدير مركز الأورام السرطانية في البصرة رافد عادل عبود، في وقت سابق، عن تسجيل معدلات مرتفعة للسرطان في المحافظة، مرجحا زيادة متواصلة خلال السنوات المقبلة تصيب الأطفال والنساء على وجه التحديد.
وأكد في تصريحات سابقة تابعها المسرى ، أن معدل الإصابات الشهري بالسرطان بلغ أكثر من 190 إصابة شهرية، والبصرة تسجل أيضا 10% زيادة سنوية متوقعة للإصابات بالسرطان”، كاشفا عن وجود أعداد تراكمية للمصابين بالسرطان تبلغ أكثر من 34 ألف شخص حاليا، أبرزها سرطان الثدي، القولون، القصبات، الغدد اللمفاوية، والمثانة”.
ويرى مدير بيئة المحافظة كريم عبد رخيص أن “الحروب واستخراج النفط تقف وراء زيادة الإصابات بالسرطان”، نافيا، في تصريح للصحيفة الرسمية، “وجود برنامج اتحادي لمعالجة هذه المشكلة، إذ توجد مخلفات حربية ملوثة بالإشعاع نتيجة الحروب المستمرة التي جرت بين العام 1991 و2003، حيث انتشرت في عموم جنوب البلاد ولا سيما في البصرة”.
وأشار الى أنه “تم إبعاد الأسلحة الثقيلة إلى مسافة 200 كيلومتر عن المدينة، وتم تنظيف المحافظة التي تحوي 70 موقعا ملوثا، حيث تم إعلانها خالية من اليورانيوم المنضب عام 2021”. موضحا أنه “يوجد نوع آخر من الإشعاع وهو المرافق لاستخراج النفط، وهو مستمر باستمرار عملية استخراج النفط، إذ يعد مصدرا طبيعيا للإشعاع ويحتاج إلى برنامج اتحادي شامل للسيطرة عليه، وكلما زاد التراكم زاد الإشعاع”.


