متابعات .. وفاء غانم
بالتزامن مع اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام، كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق ، عن حجم المساحة الملوثة بالألغام وعدد الضحايا، وفيما حددت المحافظات الأكثر تلوثا والفئة الأكثر عرضة للخطر.
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرارها 97/60 المؤرخ في 8 كانون الأول/ديسمبر 2005، يوم 4 نيسان/أبريل من كل عام رسميا اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام.
فعلى الرغم من أن العراق لم يشهد صراعات مفتوحة في السنوات الأخيرة الماضية، إلا أن آثار ومخلفات الحروب التي توالت على العراق والتي تمثلت بالألغام الأرضية والمتفجرات لازالت مستمرة في جني الأرواح والأطراف وتدمير سبل العيش لدى الكثير من المواطنين ،حيث لا يهدد التلوث بالذخائرالمتفجرة الأرواح فحسب، بل يحد من حرية الحركة، والوصول إلى الأراضي الصالحة للزراعة، ويعزز الإحساس بعدم الأمن.
اللجنة الدولية في العراق وعلى لسان المتحدثة باسمها هبة عدنان، أعلنت عن إطلاقها حملة توعية بهدف رفع الوعي تجاه خطر المخلفات الحربية التي يعاني منها البلاد، والتي خلفتها سنوات من الحروب والنزاعات جعلت العراق واحداً من البلدان شديدة التلوث بالأسلحة في العالم.
تطهير أكثر من 50% ..المساحات الملوثة
عدنان وفي تصريح لها بينت أن المساحة المتبقية الملوثة بلغت 2600 كيلومتر مربع وهي قريبة من حجم 364 ألف ملعب كرة قدم. بعد أن كانت تقدر مساحتها قرابة 6000 كيلومتر مربع من الأرض، في حين تم تطهير أكثر من 50 في المئة”، مؤكدة أن” معالجة مشكلة تلوث الأسلحة في العراق تتطلب موارد هائلة وجهوداً منسقة لجمع المعلومات عن التلوث وآثار الأسلحة المتفجرة وتعزيز إزالة الألغام وزيادة التوعية بالمخاطر، بالإضافة إلى تقديم المساعدة للضحايا”.
اعداد الضحايا غير دقيقة
آثار الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، تستمر على الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الملوثة أو العائدين إليها أو المارين بها لسنوات، وفي حين أن العدد الدقيق لحوادث الذخائر المتفجرة غير معروف لكن دائرة شؤون الألغام تفيد بأن عدد الضحايا نتيجة للألغام في العراق تجاوز 30 ألفاً”.بحسب عدنان
الاطفال هم أكثر الضحايا
أشارت ايضا إلى ان الأطفال الذين يعيشون في مدينة ملوثة بالأسلحة هم الأكثر عرضة للخطر، حيث يتعرض الأطفال للإصابات أو يقتلون من خلال اللعب أو القيام بالأنشطة اليومية المعتادة”، لافتة إلى، أن” منظمة اليونيسيف تشير إلى أن أكثر من 519 طفلاً قتل أو جرح في العراق على مدى السنوات الخمس الماضية بسبب الذخائر المتفجرة”.
المحافظات الأكثر تلوثاً
وتعد محافظة البصرة من أكثر مدن العالم تلوثاً بالأسلحة غير المنفجرة، وفق عدنان، حيث يبلغ معدل التلوث فيها 1200 كيلومتر مربع وتشمل الألغام الأرضية والذخائر العنقودية وغيرها من مخلفات الحرب، ويعود تاريخ معظم حقول الألغام المعروفة إلى حرب 1980-1988 مع إيران” فضلا عن المحافظات التي شهدت دخول الإرهاب وحرب القضاء عليه ما بين أعوام 2014-2017 من المناطق الملوثة بالأسلحة والمخلفات الحربية، مثل المدينة القديمة في الموصل وصلاح الدين وكركوك”.
سجلت المحافظات العراقية حوادث أسفرت عن قتل وجرح العشرات من الشباب والأطفال، خاصة ممن يمارسون الرعي في المناطق المفتوحة، إذ تعرضوا لتفجيرات تلك المخلفات، ما دفع وزارة البيئة العراقية، إلى وضع خطة وطنية واسعة للتخلص منها، مؤكدة أن الخطة تهدف لإنهاء الأزمة بحلول عام 2028 بعد أن كان مقررفي 2018 .
هذا وأعلنت السفيرة الأميركية في بغداد، ألينا رومانوسكي، رفع أكثر من 8500 عبوة ولغم متفجر منذ عام 2019، في مناطق مختلفة من العراق، مؤكدة أهمية مواصلة العمل في هذا الإطار.
وزارة البيئة كشفت في مطلع الشهر الماضي، عن توجهها لاستخدام طائرات بعمليات المسح للكشف عن الألغام في البلاد، ضمن خطة تسهم باختصار 90% من الوقت في عمليات التخلص منها، وسط دعوات لتوسيع عمليات إزالة الألغام.
اقليم كردستان.. السليمانية الاعلى نسبة
من جانبها كشفت المديرية العامة لشؤون الألغام في محافظة السليمانية عن وجود 7 ملايين لغم في كردستان، بينما أكدت أن السليمانية الأعلى، فيما طالبت بغداد بتخصيصات أكثر للتخلص من خطرها.
مديرعام المديرية العامة لشؤون الألغام في السليمانية محسن السيد البرزنجي قال في تصريح صحفي تابعه المسرى، إنه “منذ 2004 تمت إزالة نسبة 50 بالمئة من المساحة الملوثة بالألغام في محافظة السليمانية، التي تقدر بـ 234 مليون متر مربع، إذ تم تطهير 112 مليون متر”، مشيرا إلى أن “ذلك أنجز بجهود المديرية فضلا عن المنظمات الخيرية التي تعمل بمجال شؤون الألغام”.
عمليات بطيئة