المسرى متابعات
يصادف السادس من نيسان من كل عام انتخاب أول رئيس جمهورية كوردي منتخب ديمقراطيا للعراق الفيدرالي، خلال الجلسة الرابعة للجمعية الوطنية برئاسة د. حاجم الحسني رئيس الجمعية آنذاك في قصر المؤتمرات ببغداد.
وانتخبت الجمعية في جلستها الرئيس جلال طالباني من قائمة التحالف الكوردستاني لمنصب رئيس الجمهورية وعادل عبدا لمهدي من قائمة الائتلاف العراقي الموحد والشيخ غازي الياور من قائمة (عراقيون) بمنصبي نائبي الرئيس، حيث حصل المرشحون على (227) صوتا من مجموع (257) صوتا.
وفي كلمة له بعد انتخابه رئيسا لجمهورية العراق قال الرئيس جلال طالباني: أشكركم على ثقتكم الغالية التي أثقلتم بها كواهلنا بعظم المسؤولية وجلال الأمانة التي تحملوننا أمام الله والشعب مسؤولية أداء الواجب الوطني كهيئة رئاسة الجمهورية بكل إخلاص ونكران ذات مع العرفان بجميلكم و جميل شعبنا الذي انتخبكم بحرية تامة في أول انتخابات عامة تجري في عراقنا العزيز بعد التحرر من أبشع دكتاتورية أجرمت بحق الشعب و الوطن.
وأدى الزعيم الكردي المخضرم مام جلال طالباني اليمين رئيسا للعراق ليصبح أول رئيس غير عربي لدولة عربية وأول رئيس منتخب بالعراق منذ أكثر من 50 عاما، وبعد أن حلف اليمين أمام مئات من المشرعين والزعماء الدينيين والسياسيين ، استقبل بعاصفة من التصفيق ورفع ذراعيه في علامة النصر.
وشكل اختيار جلال طالباني من قبل الجمعية الوطنية لمنصب الرئيس تحولا كبيرا في مسار العمل السياسي في العراق وكسرا للاحتكار الطائفي والقومي، فكان اختياره علامة بارزة وأساسا لعراق جديد وقيمة معنوية لتجسيد المساواة وشعورا بالانتماء للوطن بغض النظر عن القومية والدين والطائفة والانتماء السياسي.
وكان لانتخاب الرئيس جلال طالباني رئيسا لجمهورية العراق أصداء وردود فعل قوية محليا واقليما ودوليا كونه أول رئيس كوردي ينتخب لهذا المنصب، وبإعتراف الكثيرين كان اختيار طالباني لهذا المنصب قرارا سليما وصائبا.
سنوات والعراق الجديد يفتقر لشخصية فذة كان لها الدور الأبرز في إرساء الديمقراطية وأسس الحريات والدفاع عن جميع المكونات والقوميات والمذاهب والأديان في دولة كانت خارجة لتوها من تحت قبضة نظام دكتاتوري شمولي قمعي مضطهد، فطوال مدة ولايتيه الرئاسية في رأس جمهورية العراق من 2005 إلى 2014 كان لاعبًا محترفًا في إصلاح ذات البين بين الأطراف المتصارعة وخلق روابط التواصل ونقاط الالتقاء فيما بينها والوصول إلى مشتركات تنهي خلافاتها حتى وصف برجل التوافقات