تقرير: فؤاد عبد الله
رغم تساقط الأمطار الغزيرة وحدوث الفيضانات في أغلب محافظاته،إلا أن العراق يعد واحدا من الدول التي بانت عليها آثار التغير المناخي بشكل واضح ، حيث جفت أو تصحرت عدد من أنهاره، ويعد نهر ديالى واحد من الأنهار العراقية التي تعاني انخفاضا كبيرا في منسوب مياهه، مما يهدد حياة وأرزاق الكثير من المواطنين الذي يعتمدون في معيشتهم على مياه النهر.
الخراب
قاسم أبو أحمد صاحب أحد المزارع على ضفاف النهر أشار إلى أن نهر ديالى لم يبق فيها سوى الخراب، سابقا كانت مزارعنا هذه تسمى جرف نهر ديالى، وماء النهر كان يصل لأبعد نقطة في المزرعة ، أما اليوم، ماء النهر أصبح كالجدول الصغير”، مبينا أنه ” حتى الماء الموجود فيه لا فائدة منه للسقي أولا يكفي لسقي مزارعنا”.

جفاف المحافظة
ومن جانبه تحدث المزارع علي حسن من أهالي محافظة ديالى قائلا إنه ” لا توجد مياه، المحافظة جفاف تام، كل مزارع من جانبه حفر بئرا داخل مزرعته، ولكن بسبب قلة المياه والجفاف، حتى المياه الجوفية أصبحت قليلة،بدليل أن مياه الآبارلا تكفي لسقي المزروعات”.

من صائد إلى مشتري
وبدوره قال مصطفى زياد أحد صائدي الأسماك في نهر ديالى إنهم ” كمزارعين وصيادين للأسماك قد تضرروا كثيرا بسبب قلة المياه، هذا الانخفاض أضر بالثروة السمكية، إلى أن وصل الأمر بنا أنه لم يعد بمقدرونا اليوم صيد كميات كافية من الأسماك، وتحولنا من صائدي أسماك إلى مشترين للسمك من مناطق أخرى لنبيعها في ديالى”.

قلة الإيرادات
أما مدير الموارد المائية في محافظة ديالى مهند المعموري فقد أوضح أن ” المحافظة سميت بهذا الإسم نسبة إلى هذا النهر الذي يمر بمركز المحافظة ( نهر ديالى) “، مشيرا إلى أنه” معروف أن منابع نهر ديالى جميعها تقع خارج البلاد أي بحدود 70 -75 % من إيراداتها المائية تأتي من تركيا وإيران، وبالتالي نتيجة انخفاض مناسيب المياه وقلة الإيرادات على نهر ديالى وقلة الساقط المطري، أدت كلها إلى انخفاض منسوب الأنهار، ومعها تمر محافظة ديالى بفترة جفاف قاسية”، مؤكدا أنها ” السنة الثالثة على التوالي والجفاف يهدد محافظتنا”.

مشكلة العراق المائية لا تقتصر على نهر ديالى فقط ، إذ يعاني العراق من نقص حاد في المياه نتيجة لارتفاع درجات الحرارة والجفاف الذي يعتقد أنه ناتج عن تغير المناخ وحجب مياه نهري دجلة والفرات من قبل الدول المجاورة، كون العراق يحصل على أكثر من 70 % من مياهه من مصادر خارج حدوده.

