أكد مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الدكتور غازي فيصل، ضرورة حل القضية الكوردية في تركيا بالطرق السلمية، مشددا على أن قصف مطار السليمانية الدولي المدني عملية إرهابية.
وقال الدكتور غازي فيصل خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن قصف مطار السليمانية الدولي والذي هو مطار مدني ويضم عاملين مدنيين ومسافرين، يعتبر من وجهة نظر القانون الدولي جريمة إرهابية كعمل عسكري إستهدف منشأة مدنية ومدنيين، مشددا على ضرورة وضع هذه العملية الارهابية، حسب وصفه في إطارها فهي تشكل جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية، مشيرا إلى أن قانون الحرب وإتفاقيات جنيف الدولية لا تجيز قصف المنشآت المدنية حتى في حالة إندلاع الحروب ولا استهداف المدنيين والمصالح الاقتصادية.
وشدد الدكتور غازي فيصل على أن هذه العمل ارهابي بامتياز كبقية الاعمال الارهابية الاخرى التي تستهدف منشآت حيوية أخرى في اقليم كوردستان، مثل قصف مطار اربيل الدولي، وقصف مصفاة النفط في اربيل، وقصف حقل كورمور الغازي في السليمانية، لافتا إلى أن هذه الاعمال انشطة ارهابية يدينها القانون الدولي وتشكل إنتهاكا لميثاق الامم المتحدة حتى لو كان هناك مشكلات وخلافات سياسية فيفترض اللجوء إلى الجهود الدبلوماسية طبقا للمادة 2/ فقرة 4 من ميثاق الامم المتحدة والامتناع عن اللجوء الى القوة العسكرية المسلحة.
غازي فيصل: قصف مطار السليمانية عملية إرهابية
ولفت فيصل إلى أن قرار وقف الرحلات للخطوط الجوية التركية إلى مطار السليمانية قبل القصف كان مؤشرا لوجود أمر ما ويثير علامات إستفهام كبرى، لافتا إلى ان لدى الحكومة التركية علاقات سياسية واقتصادية مع القيادات الكوردية وبالتالي إن كان لديها مطالب أو ملاحظات يفترض إثارتها في اجتماعات لاستيضاح الامور وحسم المشكلات التي تشكل إزعاجا لتركيا، لكن اللجوء إلى القوة بهذه الطريقة غير مبررة، مشددا على أم تركيا بقصف مطار السليمانية وجهت رسائل لكن هذه الرسائل غير مبررة، لافتا إلى أن لتركيا علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة ويمكن أن يشكل ذلك قاعدة مهمة لتعبر تركيا عن وجهت نظرها للجانب الأمريكي الذي يدعم قوات سوريا الديمقراطية التي لعبت دورا أساسيا في تحرير المدن من ارهابيي داعش.
وإعتبر فيصل قصف مطار السليمانية إنتهاكا للسيادة العراقية، لافتا إلى أن العلاقات العراقية التركية علاقات استراتيجية مهمة، وحجم التبادل التجاري بين البلدين يتجاوز 22 مليار دولار سنويا، معربا عن إعتقاده بأن قصف مطار السليمانية سينعكس بآثار سلبية على العلاقات بين العراق وتركيا، وقد تستغله أطراف سياسية محلية مناهضة لتطور العلاقات بين البلدين وبالتالي العراق وتركيا سيخسران.
غازي فيصل: الفيدرالية حل للقضية الكوردية في المنطقة برمتها
ويرى الدكتور فيصل أن الحاجة متبادلة بين العراق وتركيا لتطوير العلاقات الاقتصادية، معربا عن إعتقاده أن الاستمرار بالضغط الدبلوماسي من قبل العراق نحو تركيا وبدء مفاوضات جدية للضغط على أنقرة للامتناع عن اللجوء لاستخدام القوة لحل المشكلة مع حزب العمال الكوردستاني والذهاب الى الجهود الدبلوماسية لحل المشكلة.
وأشار فيصل إلى أهمية إيجاد حلول سلمية وديمقراطية للقضية الكوردية في تركيا ودول المنطقة، بعيدا عن العمل المسلح ولا التهديد بالانفصال بل عبر المطالبة بتبديل الانظمة المركزية الى أنظمة إتحادية على غرار ما في العراق، لأن ذلك يضمن الامن والاستقرار والتوازن بين القوميات المختلفة ضمن الانظمة الاتحادية وبما يضمن حقوق الكورد والمشاركة في إدارة الدول وتعميق العلاقات الديمقراطية، مشددا على أن النظام الديمقراطي يمكن أن يكون حلا للقضية الكوردية في تركيا ودول المنطقة.
وأعرب فيصل عن أمله في ألا تذهب تركيا إلى إستخدام ملف المياه للضغط على تركيا، لان للعراق حقوق في المياه المشتركة والاتفاق على زيادة الاطلاقات بين العراق وتركيا مؤخرا هو جزء من هذه الحقوق، ولا يجوز ان تقوم دول المنبع بحرمان دول المصب من هذه الثروة المائية.
غازي فيصل: على العراق تقديم شكوى لمجلس الأمن