تتنافس الشركات في كل دول العالم فيما بينها للحصول على براءات اختراع جديدة لتحدث نقلة في خطوط انتاجها، الا ان الأمر معكوس ومختلف تماماً في العراق، فالعلماء والمخترعين يعانون من الإهمال، حيث هناك أكثر من 250 بحث علمي ترتقي الى براءة اختراع في جامعة بابل وحدها ظلت مركونة على الرفوف وتعاني الاهمال والتهميش.
ويقول الاستاذ الدكتور محمد المعموري – استاذ متمرس في قسم هندسة البوليمرات بجامعة بابل للمسرى: إن “هناك عدد هائل من براءات الاختراع في جامعة بابل، قسم منها لم تر النور حتى الان، وانه كاستاذ جامعي يملك 52 براءة اختراع، لم تر النور منها اكثر من 5 براءات اختراع حتى الان”.
واضاف المعموري، ان “هذه البراءات سترى النور متى ما رعت الدولة والحكومة العراقية المخترعين العراقيين وأنشات لهم هيئة تعمل على دعمهم لوجستيا وفنيا وتقنيا واجتماعيا واداريا وتتبنى تلك المشاريع التي عن طريقها سترى النور”.
من جانبه، اوضح الاستاذ الدكتور عودة مزعل – استاذ في قسم الكيمياء – كلية العلوم بجامعة بابل للمسرى، ان “التنافس العلمي هو ما يدفعنا الى انتاج بحوث علمية، ترتقي بعضها الى براءة اختراع، مضيفا ان المخترع ليست مشكلته فيما اذا كانت هناك جهة تستفيد او لا، ولا بتم الترويج في العراق لاي بحث علمي اذا لم يكن له سوق، بعكس دول العالم، مشيرا ال ىان ان الاهتمام ببراءات الاختراع والبحوث العلمية، يعني حل مشكلة قائمة في شركة او معمل او في المجتمع، لان سياسة الدولة مبنية على حاجة المجتمع”.
وقال الدكتور مزعل: ان “العراق بلد مستهلِك للمعرفة، لان معرفة المبدعين لا توظف على اي نتاج وهي مشكلة حقيقية قائمة بحد ذاتها”.
واعرب مزعل عن امله في وضع سياسة تتبناها الدولة وليست الشركات الاهلية، لان هدفها ووظيفتها هي الربح فقط”.
وسجلت الجامعات في عموم العراق اكثر من 5 آلاف بحث علمي في مستوعبات (سكوباس وغلارفيت) العالميتين، لكن ان ما طبق منها ورأت النور قليل، مقارنة بهذا الحجم الهائل من البحوث العلمية.