خاص .. المسرى
على بعد 80 كيلومترا من مركز مدينة كربلاء، يوجد قصر أثري، يعد من أقدم القصور الأثرية في البلاد وتحديدا في محافظة كربلاء، ألا وهو قصر”شمعون”.
وبحسب الروايات القصر شيده “شمعون بن جابر اللخمي” أحد رجال الدين المسيحيين ومن علمائها المعروفين في القرن الخامس الميلادي.
وهناك روايات أخرى بأن القصر يعود لأحد الملوك اليهود باسم “الملك شمعون” الذين كان يقطن وقومه منطقة “شثاثة” غرب كربلاء (في الوقت الحالي)، قبل الفتح الإسلامي للعراق.
معلم أثري مهم
عزيز الطرفي عضو جمعية المؤرخين العراقيين تحدث عن القصر للمسرى قائلا إن “قصر شمعون يعتبر من المعالم الأثرية والتاريخية المهمة، وأن تاريخه يعود إلى قبل الإسلام وتحديدا إلى دولة المناذرة”، موضحا أن “الرأي الراجح حول أصل ومؤسس القصر هو “شمعون بن جابر اللخمي” الذي ساند ببناء الدولة اللخمية، ويعود نسبه إلى الدولة القحطانية، أي من العرب القحطانيين، وكان ملكهم “النعمان بن منذر” معاصرا لـ”كسرى” ملك الفرس، ولذلك نجد أن أركان القصر يعتبر قويا ومتينا وبنائه محصن للأغراض الدفاعية والهجومية وكذلك للضيافة والاستراحة”.
بنائه
شيد قصر شمعون بالحجر الكلسي والطين، وكان يضم ثلاثة سراديب، أحدهما إلى اليوم بحالة جيدة، والأخر يقع وسط دور أحد فلاحي المدينة في الوقت الحاضر، أما السرداب الثالث فقد تهدم ولم يبق منه سوى الجزء القليل، وعليه تسببت عوامل التعرية الطبيعية بتغيير ملامح القصر الأصلية التاريخية.
إهمال حكومي
وبدوره أشار الباحث في الشأن التأريخي والآثار مصطفى أبو المعالي للمسرى إلى أن ” قصر “شمعون” يعتبر من أقدم القصور من الناحية التاريخية في العراق وبالتحديد في مدينة كربلاء، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى الإهمال وعدم الإلتفات لهذا المعلم التاريخي المهم عرضه للاندثار”، مبينا أن “هذا المعلم الأثري وغيره من المعالم يواجه إهمالا حكوميا كبيرا، بسبب عدم تخصيص ميزانيات مالية كافية لها للإعتناء بها وترميمها”، آملا إلتفات الجهات المعنية بهذه الصروح والمعالم الأثرية، كونها تعبر عن تاريخ وأصالة هذا البلد العريق .
أولى مراكز الاستيطان
وتعتبر مدينة كربلاء من أولى المراكز والمناطق الاستيطانية في الفرات الأوسط، كونها من المدن القريبة من مدينة بابل الأثرية، إضافة إلى أنها تعتبر نقطة إلتقاء للطرق البرية الرئيسية، ولم يبق من القصر في القوت الحاضر سوى أطلاله وشواهده وبعض أركانه الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 15 مترا.