المسرى..
هناء رياض
حسب التقويم الايزيدي فنحن في العام 6773 ، حيث احتفل قبل اسبوعين ايزيديو العالم والعراق برأس السنة الايزيدية والتي يطلق عليها يوم ( الأربعاء الأحمر) ، أو كما يسمى بالكردية “جارشمبا سور” والذي يصادف الأربعاء الأول من شهر نيسان في كل عام حسب التقويم الشرقي الذي يتأخر عن نيسان التقويم الغربي بـ 13 يوماً، ويحتفل به الإيزيديون في أماكن تواجدهم في سوريا والعراق وتركيا وإيران ودول اخرى عديدة ..
ويتفق الايزيديون على انه سمي بالأربعاء الأحمر لأنه في مثل هذا اليوم ضخ الرب الدم في جسم “آدم” فاكتمل اللحم عليه وجرى الدم في جسده، وبعثت الحياة على كوكب الأرض.
اشعال 365 فتيلة نسبة لعدد ايام السنة
وتقول السيدة محوار شمو، وهي تحتفل بتلك المناسبة حيث حضرت مع عائلتها لمعبد لالش الخاص بالايزيدين شمال العراق : ان اليوم هو عشية عيد “جارشمبا سور” (الأربعاء الأحمر)، والذي يتم خلاله الاحتفال بعيد ملاك الطاووس. نجتمع لاشعال الفتائل الخفيفة، على وجه التحديد 365 فتيلة، وغدًا سنضع الزهور على الأبواب، وننطلق في نزهات، والتهنئة بالعيد، وهي فرصة لحل الخلافات وتقديم التبرعات وزيارة القبور”.
وحيث يقف إمام الديانة الإيزيدية بابا شيخ يتلو الصلاة بهذه المناسبة و يشعل الفتائل أثناء الاحتفال ، فأن الناس تحيط به وتتبرك بألتقاط بعض الفتائل المشتعلة وتحاول الحفاظ عليها قدر المستطاع حتى آخرها ..
في هذا اليوم ( الاربعاء ) انتهى الله من خلق الكون
وبحسب المفاهيم الإيزيدية، فإن الله انتهى من خلق الكون في الأربعاء الأول من أبريل/نيسان، لذا وُصف ” الأربعاء الأحمر” بيوم الخليقة. ويعتبر زيت الزيتون من اهم عناصر الطبيعة التي يعتمد عليها الايزيديون في التهيئة ليوم العيد ، حيث يبدأ الرجال والنساء بعصر الزيتون في معبد لالش قبلة الإيزيديين في صباح العيد ويشعلون 365 قنديلا بعدد أيام السنة، مستخدمين زيت الزيتون النقي.
وتقول الشابة الايزيدية ريزان ريبر : جئنا اليوم للمشاركة في احتفالات عيد الزهور للعام الجديد، وأود أن أتقدم بالتهنئة إلى جميع الأيزيديين
لالش .. المعبد الاقدم والاكبر ومقر المجلس الروحاني
يعد “الأربعاء الأحمر” يوم انبعاث الخليقة وبدء الكون، لذا يعتبر هذا اليوم مقدساً ومباركاً عند الإيزيديين الذين يستيقظون هذا اليوم باكراً لزيارة معبد لالش الذي يعتبر موقع مقدس لدى الايزيديين ويقع في محافظة نينوى، حيث يضم المعبد قبر الشيخ عدي بن مسافر المقدس لدى أتباع الديانة كما انه مقر المجلس الروحاني للديانة الإيزيدية في العالم. حيث يحج الايزيديون مرة واحدة خلال حياتهم على الأقل إلى لالش حيث يستمر الحج مدة سبعة أيام. أما الايزيديون القاطنون في المنطقة فيقومون بحج سنوي خلال فصل الخريف من 23 أيلول وحتى الأول من تشرين الأول.
وفي داخل المعبد يشعلون شموع الامل ويعقدون خيوط الامنيات ، ويتقربون في العبادة بالدعوات الصادقة بأن يحل الامن والامان على ربوع الارض وان يفك اسراهم الذين مازالوا في قبضة تنظيم داعش الارهابي ..
امنيات تتجدد بتحرير الاسرى من قبضة داعش