اكد الأديب والكاتب الصحفي طارق كاريزي، ان الشواهد التاريخية تثبت ان اللغة الكوردية اقدم من اللغة الفارسية بما يعادل الضعف، فيما اشار الى ان اللغة الأفستية والتي هي الجذر الأقدم المعترف به للغة الكوردية لم يبق منها إلا النذر اليسير من الكلمات.
وقال كاريزي خلال مشاركته في برنامج (حوارات) الذي يبث على قناة (المسرى): إن “اللغة الكوردية هي اللغة التي تتصدر اللغات العالمية من حيث مفرداتها الأصلية التي تتجاوز 750 الف كلمة اصيلة هي ملك اللغة الكوردية ولم تاخذها من اللغات الاخرى وان الشواهد التاريخية تثبت ان اللغة الكوردية اقدم من اللغة الفارسية بما يعادل الضعف”.
واضاف كاريزي، ان “الناطقين باللهجة الكُورانية حافظوا على الجذر الأصيل باللغة الكوردية، مشيرا الى ان اللغة الكوردية لم تنل قسطها من الدراسات والتمحيص”.
واكد، “الحاجة الى دراسات مستفيضة من اجل كشف الجذور الحقيقية للغة الكوردية، مضيفا ان الأمة الكوردية هي أول أمة واجهها الفاتحون العرب عندما تقدموا، بدءا من خليج الاسكندرون وصولا الى الخليج العربي”.
وقال كاريزي: إن “الكورد كانوا في خط تماس مع العرب، لكنهم استطاعوا المحافظة على نقاوة لغتهم وقاموسهم المفرداتي، بسبب رصانة اللغة الكوردية وقوتها وتجذرها وغنائها وبسبب ان الشعب الكوردي طوال التاريخ الاسلامي بقي محافظا على استقلاليته ضمن كانتونات او امارات وهذا الامر يحتاج الى دراسة معمقة لمعرفة رصانة اللغة الكوردية”.
واوضح، ان “الكورد لم يخضعوا لأي سلطة محتلة وكانوا مستقلين في ادارة امورهم ضمن نطاق الامبراطورية التي كانت تحكمهم، حتى في العصر العباسي والاموي والاشوري، بقي الكورد مستقلين”.
واضاف كاريزي، ان “اللغة الكوردية منفتحة على مختلف لهجاتها الامر الذي يغني فصاحة اللغة الكوردية وهذا الامر بدوره مرتبط بتاريخ اللغة الكوردية وتاريخ تدوينها وتطورها وطبيعة هذه اللغة”.
وحول ابجدية اللهجات الكوردية، قال كاريزي: إن “للغة الكوردية ابجديتان، حيث ان الكورد في شمالي كوردستان وفي غربي كوردستان يكتبون بالابجدية اللاتينية وكان لكامران بدرخان الذي اصدر في دمشق مجلة (هاوار) عام 1932 دور في تطوير الأبجدية اللاتينية”.
واشار الى انه “في العراق وفي ايران، فان تاريخ الادب الكوردي منذ بابا طاهر الهمداني وخلال الف عام كتب بالابجدية الحالية في العراق وايران ومارسناها بشكل طبيعي وهي تلبي طموحات اللغة الكوردية وجرى تحوير للحروف بما يتلاءم اصوات اللغة الكوردية وتختلف عن الابجدية العربية تماما”.
وبشان قوة ورصانة اللغة الكوردية وقدرتها على البقاء، بين الاديب طارق كاريزي، ان “سر بقاء اللغة الكوردية هو ان جغرافية الشعب الكوردي واسعة، كما ان اللغة الكوردية لغة رصينة متجذرة وذات ثقافة عريقة وتمتلك أدبا شفاهيا قلَّما تجده في اي لغة أخرى، كما انها لغة الحياة ولغة الطبيعة”.