المسرى .. متابعات
محمد البغدادي
يبدو شارع المتنبي متنفسا ثقافيا لرواد الكتاب والمثقفين الاصلاء والهاوين ، معلم ثقافي عالمي يرتاده حتى من خارج البلاد ، فيه نفائس الكتب والمخطوطات ، تستنشق من خلاله عبير دجلة الخير ام البساتين .
تحول شارع المتنبي الشهير بمكتباته في العاصمة بغداد إلى مركز ثقافي مزدهر يجذب الكثير من الزوار. هو أيقونة بغداد الثقافية، ويحمل منذ عام 1932، خلال عهد الملك فيصل الأول عام 1932، اسم الشاعر الشهير أبو الطيب المتنبي (915-965 ميلادية) المولود في عهد الدولة العباسية.
يعجّ الشارع برواد بينهم شعراء وأدباء وكتّاب وفنانون وطلاب، إلى جانب وافدين أجانب وعرب، للاستمتاع بفعاليات ثقافية وفنية. من ساعات الصباح الأولى إلى أوقات متأخرة ليلا، لاسيما أيام الجمع والعطل الرسمية.
الشارع كان مغلقا في السابق ولا حركة للناس فيه، لكن اليوم الوضع مختلف تماما.. هناك إقبال يتضاعف يوما بعد آخر بسبب ما شهده من بناء ضخم أفضى عليه جمالا ساحرا وجعله قبلة للفنانين”.
وفي 2007، تعرض الشارع الواقع على نهر دجلة لتفجير بسيارة مفخخة خلَّف 30 شهيدا وأكثر من 65 جريحا، وأُعيد افتتاحه في ديسمبر/ كانون الأول 2021 بعد خضوعه لعملية إعادة ترميم وتطوير.
يقع شارع المتنبي في وسط العاصمة بغداد بالقرب من منطقة الميدان وشارع الرشيد. ويعتبر شارع المتنبي السوق الثقافي لأهالي بغداد حيث تزدهر فيه تجارة الكتب بمختلف أنواعها ومجالاتها وينشط عادة في يوم الجمعة، ويوجد فيهِ مطبعة تعود إلى القرن التاسع عشر، كما يحتوي على عدد من المكتبات التي تضم كتباً ومخطوطات نادرة إضافة إلى بعض المباني البغدادية القديمة، ومنها مباني المحاكم المدنية قديماً والمسماة حالياً بمبنى القشلة، وهي المدرسة الموفقية التي بناها موفق الخادم، وكانت هذه المدرسة في موقع مبنى القشلة الحالي (والذي كان موضع مديرية العقاري «الطابو» ووزارة العدل في العهد الملكي) ويقابلها المركز الثقافي البغدادي المطل على نهر دجلة حيث أن المركز يحتوي على عدد كبير من القاعات لعمل الندوات والمحاضرات الثقافية، وأن باحة المركز الثقافي تتميز بتجمع الفنانين والمثقفين كل يوم جمعة وهو مركز اللقاءات التلفزيونية ومنصة للأعلام بالإضافة إلى وجود معرض دائم للرسم على الخشب والزجاج يجسد التراث البغدادي يقوم بادارة المعرض زوج وزوجته وهما من الرسامين المبدعين، وفي نهاية شارع المتنبي يقع مقهى الشابندر التراثي القديم، والشارع حالياً هو سوق لبيع الكتب والمجلات القديمة والحديثة.
