خاص .. المسرى
يعتبر الحوار بين مكونات الشعب الواحد الطريق الأمثل للسلام والتعايش السلمي في المجتمع، وأن تمتع تلك المجتمعات بالتصالح والتسامح مع قضايا كالعرق والدين واحترامها للأقليات يجنب البلاد والعباد الحروب والصراعات التعصب وحتى الإرهاب.
تحت شعار “منتدى حوار الأديان” أقامت ممثلية الزرادشتيين في العراق جلسة حوارية بحضور ممثلين عن مختلف المكونات الدينية من أجل تبادل وجهات النظر وبيان مختلف المشاكل والعقبات التي تواجه المكونات في البلد، خدمة للسلام والتعايش السلمي في المجتمع.
تبادل الآراء
رئيس كتلة بابليون في مجلس النواب أسوان الكلداني تحدث للمسرى قائلا إن ” حضورهم اليوم للمشاركة في هذا المنتدى والاستماع إلى مقترحات الأخوة الحضور، بخصوص المشاكل العالقة للطوائف والقوميات المتشاركة في هذا البلد، مؤكدين على تشكيل لجنة تعمل على رفع تلك المشاكل إلى الجهات المعنية سواء أكانت تحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء، فحينئذ ترفع من خلال مستشار رئيس الوزراء لشؤون المكونات أو تحتاج إلى تشريع قوانين فترفع آنذاك ( المقترحات) لمجلس النواب، ليعمل عليها النواب ومن ثم ترفع لاحقا إلى رئاسة المجلس”، مبينا أنه ” ربما تحتاج بعض القوانين المتعلقة بالمكونات إلى تعديل، وبالتالي لهذه اللقاءات والمنتديات أهمية خاصة، كونها فرصة للحوار والاستماع إلى المشاكل الموجودة وحلها لتلافي هجرة الأقليات الدينية والقومية في بلدنا العراق، وفي نفس الوقت يكون هناك تعاون مشترك بين السلطة التشريعية وأبناء الشعب الواحد”.
تقارب المكونات
ومن جانبه قال رئيس ممثلية الزرادشتية في بغداد حيدر عصفور للمسرى إن “الحكومة العراقية جاهدة على تقريب وجهات النظر، وهناك الكثير من القوانين والدعم للمكونات العراقية من أجل استقطابها”، مشيرا إلى أنه “في الفترة الأخيرة تمت ملاحظة نتائج الأمن والسلام التي تشهدها البلاد، ومنها تقارب مكونات البلد من بعضها البعض والهجرة العكسية من الخارج إلى الداخل، وبالتالي هذه تعتبر ميزة إيجابية تحسب للبلد”.
دعم حكومي
وبدوره قال مستشار رئيس الوزراء لشؤون المكونات ( التنوع والتعددية) نوفل بهاء موسى للمسرى إن ” تواجدنا في هذا الحوار هو دعم من قبل الحكومة وتحديدا رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني للمكونات ولهذا المنتدى، وكذلك من اجل الخروج بتوصيات مهمة ترفع إلى رئيس مجلس الوزراء لاتخاذ قرارات مهمة بشانها دعما للمكونات “، لافتا إلى أن “المحافظات التي تعرضت إلى النكبات، وخصوصا بعد نكبة داعش الإرهابي وتحرير تلك المناطق من الإرهاب، لا يخفى على أحد أن تلك المناطق تعاني مكوناتها من بعض المشاكل، أبرزها التغيير الديموغرافي في بعض مناطق سهل نينوى وخاصة المكونين المسيحي والشبكي”.
لجنة خاصة
وأكد موسى أن “الحكومة مستمرة في العمل الجاد لحل هذه المشاكل من خلال تشكيل اللجان وعقد اللقاءات والحوارات المتواصلة مع جميع الأطياف، إضافة إلى الملفات المتعلقة بقضية الأراضي والعقارات المسيحية، حيث وجه رئيس الوزراء بهذا الخصوص بأن تكون هناك لجنة خاصة مشكلة من قبل مجلس الوزراء معنية بدراسة ملف التجاوز على الأراضي والعقارات المسيحيين في بغداد وباقي المحافظات”، منوها إلى أن “اللجنة هذه ستباشر أعمالها قريبا حيث يقع ضمن اختصاصها حل ومعالجة المشاكل والمعوقات التي تخص أبناء المكون المسيحي، سيما وأن الكثير من المسيحيين الذي هاجروا أراضيهم تُباع أو تصادر ولا توجد جهة تدعمهم لإعادة ممتلكاتهم المسلوبة”، مؤكدا أن “هذه اللجنة ستدعمهم بكل قوة لأنها مدعومة من رئيس مجلس الوزراء وخاصة إعادة عقارات الأبناء المسيحيين إلى أصحابها الأصليين “.
أهمية الحوارات
واستضافت بغداد نهاية العام الماضي المؤتمر الدولي الثالث للجنة العليا الدائمة للحوار بين الأديان بحضورممثلين من دواوين الأوقاف الدينية في العراق وممثلين عن وزارة الأوقاف في حكومة إقليم کردستان العراق، ووفد دولة الفاتيكان، وعدد من الشخصيات الاخرى، مؤكدين على أهمية العمل على إشاعة قيم التسامح والمحبة والسلام بين شعوب العالم المختلفة، والتي تمثل أبرز الروابط والمشتركات التي تجتمع عليها الديانات السماويّة .