متابعات-المسرى
على الرغم من أن وزارة التخطيط الاتحادية تتوقع ارتفاع عدد السكان في البلاد إلى 43 مليون نسمة بحلول نهاية العام الحالي2023 ، الا انها قللت من مرحلة الوصول إلى مستوى الانفجار السكاني، كما يصفه بعض المراقبين ، وأكدت التخطيط في اكثر من محفل أن معدل الزيادة طبيعي.
ارتفاع مستمر بعدد السكان
وحسب جهاز الاحصاء المركزي التابع لوزارة التخطيط، فان نسمات العراق ستصل نهاية العام الحالي الى 43,324,000 وسترتفع نهاية عام 2030 الى 51,211,700، فيما وصلت عدد تقديرات السكان في العاصمة بغداد لعام 2022 الى 9,006,001 ، يسكن7,879,500 في المدينة ويسكن 1,126,501 في الارياف التابعة للعاصمة. كما يقدم الجهاز ارقاما عن المساحة الاجمالية للعاصمة والتي تبلغ 4555 كم مربع ، فيما تبلغ الكثافة السكانية فيها 1977.2 فرد في الكم المربع الواحد.
انفجار سكاني لايحمد عقباه
ورأى الباحث بالشأن الاقتصادي هشام البيضاني، ان الارقام التي يقدمها جهاز الاحصاء تثبت أن العاصمة بغداد تشهد انفجاراً سكانياً كبيراً بسبب عدم وضع الحلول المناسبة لاستيعاب الزيادة الحاصلة بالسكان، لافتا الى ان الحكومات فشلت في معالجة ازمة السكن.
وقال البيضاني في تصريح صحفي، تابعه المسرى، إن “الحكومات المتعاقبة لم تضع حلولا عملية لازمة السكن في بغداد، بل سجلت فشلا كبيرا لسياسات مبادرات الاسكان التي لم تستطع الوصول للهدف الاساس وهو توفير سكن باسعار مناسبة للمواطن العراقي”.
وأضاف ان “قرابة 10 ترليونات دينار صرفتها الحكومات على مبادرات الاسكان والبناء دون جدوى، حيث ان الخطأ المتكرر يكمن في عدم محاولة الخروج من مركز المدينة، مما حافظ وزاد من أسعار العقارات فيها مع ارتفاع ايجاراتها”.
وبين ان “الانفجار السكاني والتزاحم على السكن في العاصمة ولد سلبيات عديدة منها الضغط على البنى التحتية وتقليص مساحات الدور، وهذه الازمة ستتضاعف في السنوات المقبلة خصوصا مع مبادرات القروض التي ساهمت بمضاعفة الاسعار دون حلول تذكر”.
وزارة التخطيط تؤكد التالي
وفي الوقت الذي يؤكد مختصون أن هناك حاجة إلى أكثر من مليون وحدة سكنية في بغداد لتدارك الزيادة السكانية التي ستفاقم من المشاكل التي يعانيها الشعب العراقي في الاصل، وزارة التخطيط أكدت من جانبها أن نسبة النمو السكاني منخفضة عما كانت عليه قبل 10 سنوات حيث كانت نسبة النمو السنوي 3.3%”. فيما وصلت الى 2.6% في الشهور القليلة الاخيرة. أشارت إلى أن “العراق لم يصل إلى مرحلة الانفجار السكاني، وأن معدل الزيادة طبيعة، وأن سياستها تتجه نحو إطار استيعاب الزيادة السكانية وتحويلها من عبء تنموي إلى محركات تنموية حقيقية تركز على مسارات أساسية ضمنتها الوثيقة الوطنية للسياسات السكانية”.
حلول مطروحة
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد أصدر سلسلة من القرارات والتوجيهات إلى الوزارات ، تضمنت نقل موقعي مصفى الدورة إلى جنوب العاصمة ومعرض بغداد الدولي إلى غرب بغداد، فضلاً عن نقل بعض مؤسسات الدولة الأخرى إلى خارج منطقة الكاظمية.
وتتجه حكومة السوداني الى تشييد عاصمة إدارية جديدة في العاصمة ، ولإقامة مشاريع كبيرة للمياه والصرف الصحي، تسير بموازاتها خطط اخرى لتأهيل مداخل العاصمة وإقامة مشاريع سكنية جديدة بعيدة عن مركزها الذي يعاني من اختناق سكاني ومروري يتطلب إقامة مدن جديدة في أطرافها، خاصة بعد فشل المجمعات الاستثمارية في معالجة أزمة السكن، وتسببها بارتفاع أسعار العقارات بشكل كبير.
ملفات مرتبطة بعضها ببعض