المسرى
عادة ما تتميز كل طريقة من الطرق الصوفية بطقوس خاصة وأوراد معينة، كما هو الحال في الطريقة الرفاعية القادرية الصوفية في العراق، ففي ظل حالة الوجد والانفصال عن العالم المحيط به، يصبح غرس السيوف في البطون والأسياخ المعدنية في الحلوق، أهون من وخزالإبر بالنسبة لهم، في تحد لقوانين الطب ودون نقطة دم واحدة تراق من أجسادهم.
حالة إيمانية
علي وعد الله أحد أتباع الطريقة الصوفية الرفاعية القادرية في الموصل أشار إلى أن “الحالة التي يمرون بها عند ممارسة الطقوس وسرد الأناشيد الدينية، هي حالة إيمانية ممزوجة بالتسابيح والأوراد”،مبينا أنه “عندما ينادي عليه شيخ الطريقة لينهض بقدرة الله والتقوى والخلوة التي يعيشها،ما هي إلا ثواني ليدخل حالة الوجد والإنفصال عن العالم، ليدخل في جو خاص من الإيمان والتقوى”، مؤكدا أن لشيخ الطريقة تأثير كبيرعلى الدراويش والمريدين ليدخا هذا الجو من الروحانية.
وسيلة للهداية
قد يرى البعض أن تلك الممارسات مثيرة للاشمئزاز، لكنها بالنسبة لأبناء الطرق الصوفية، كانت وسيلة لهداية البعض ممن غلبتهم شهواتهم للعودة إلى حظيرة الإيمان والهداية.
يسير الرجال، صغارا وكبارا، في ركاب السيد جاسم محمد النعيمي، الذي يعتقدون أنه من سلالة آل البيت.
تاثير إيجابي
ومن جانبه قال شيخ الطريقة الصوفية الرفاعية القادرية في الموصل سيد جاسم محمد النعيمي إن لهذه الأجواء الإيمانية والروحانية تاثير كبير ليس على المسلم فقط، وإنما على غير المسلم أيضا، بحيث أنه بمجرد أن يرى هذه الطقوس يتيقن أن في الأمر معجزة وكرامة وإلا فكيف يُدخل السيف من جانب جسمه ويخرجها من الجانب الآخر ولا يموت ؟، وعليه مباشرة يعلن إسلامه، وكذلك الشخص غير الملتزم دينيا بمجرد أن يرى الشعائر والطقوس الصوفية تتغير نظرته للحياة ويقرر أن يصبح واحدا من أباع الطريقة، فيهديه الله سبحانه وتعالى إلى الطريق الحق والصلاة وقراءة القرآن وغيره من العبادات التي يلتزم بها الأنسان المسلم “.
التهذيب النفسي
وفي السياق ذاته أوضح إمام مسجد الفتح في الموصل كميل العبادي أن “الهدف من هذه الشعائر والطقوس الصوفية هو التهذيب النفسي وجعلها متصلة بالله تبارك وتعالى، وكل الذين ساروا على المنهج من العلماء والعقلاء كان هدفهم نيل رحمة الله تعالى وغفرانه “.
والتصوف هو السير في طريق الزهد، والتجرد عن زينة الحياة ومغرياتها، وأخذ النفس بأسلوب من التقشف، حتى يضعف في الإنسان الجانب الجسدي، ويقوى فيه الجانب النفسي أو الروحي سعياً إلى تحقيق الكمال الأخلاقي للنفس، وللصوفية جذور عميقة في المجتمع العراقي ولها أتباع من جميع الجماعات العرقية والطوائف الدينية المختلفة في البلاد