المسرى –متابعات
لم تأت الاتفاقات مع تركيا او المباحثات مع جهات دولية حول الامن المائي وسبل دعم العراق في معالجة هذا الملف الحساس بنتيجة تذكر، حيث يعاني العراق حتى الان من ازمة خانقة لاتبشر بخير على المدى القريب والبعيد.
الزراعة تحذر من أزمة قريبة
عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية ثائر الجبوري، حذر من حدوث مشاكل جراء النقص الكبير في مناسيب المياه القادمة من دول المنبع، لافتا الى ان التراجع ستكون له اثار كبيرة على مستوى الزراعة واكبر منها على مستوى مياه الشرب.
وقال الجبوري في تصريح تابعه المسرى، إن “المعالجات الحكومية لاترتقِ الى مستوى حل ازمة المياه، كونها جاءت متأخرة والعراق اليوم يعاني من مشكلة كبيرة لاتهدد الزراعة بل ستنسحب على مياه الشرب، وهو ما يمثل تهديدا كبيرا للعراقيين”.
وأضاف ان “الأيام المقبلة ستكون مؤلمة على المزارعين والشعب بشكل عام، خصوصا اذا استمرت المشاكل المائية من دون أي معالجات حقيقية من قبل الجهات المعنية”.
وبين ان “المعالجة الحكومية لملف المياه والازمة الراهنة ستكون محدودة، حيث هناك سوء تخطيط لادارة الازمات وتجنب المشاكل، اذ غالبا مايقع العراق في المحذور ومن ثم يبدأ التفكير في حل المشكلة”.
مياه الشرب في مرحلة “حرجة جدا”
ويشكل تراجع مخزون العراق المائي من 50 إلى 8 مليارات متر مكعب فقط بعد تقليص حصة البلاد المائية من تركيا وايران بنحو 70% أزمة حقيقة دون حلول ناجعة تلوح في الافق فيما سبب توسع المساحة الزراعية خلال موسم الشتاء من مليون 500 ألف دونم إلى مليونين و500 ألف دونم بزيادة الحاجة الى المياه بنحو 40% في موسم متباين الأمطار، لتظهر الأزمة مبكراً في مدن جنوب البلاد، الأبعد عن السدود.
وعلى الرغم من أن الحكومة كانت قد لجأت الى استبعاد محافظات معينة من الخطة الزراعية بالكامل، الا ان مؤشر الإجهاد المائي الدولي كشف عن أن العراق مهدد بأن يصبح بلا أنهار بحلول عام 2040 مع جفاف نهري دجلة والفرات.
وبينما يحذر متخصصون بالشأن هذا من أن تصل تبعات الجفاف حتى مياه الشرب، أكد المتحدث باسم الموارد المائية خالد شمال أن وزارته محافظة على منسوب مياه الشرب على مستوى البلاد.

العراق وتأثيرات تغير المناخ
منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي، كانتا قد اعلنت عن أن العراق من أكثر دول العالم تأثراً بتغير المناخ، ما يعني أن الزراعة في البلاد قد تكون عرضة لأجواء متطرفة صيفاً وشتاءً، والأمر يستدعي مواجهة تبعات الأزمة، بالاضافة الى أنه وطبقاً لتصنيفات المناخ الدولية، فإن العراق يُعَدُّ من بين أكثر 5 دول في العالم تأثراً بالتغيرات المناخية وتداعياتها على البيئة والسكان الامر الذي دعا البنك الدولي، الى مطالبة العراق بإعتماد نموذج تنمية “أكثر اخضراراً ومراعاة للبيئة” لمواجهة التحدي المناخي.
حلول مقترحة


