المسرى … خاص
طوابير من الشاحنات محملة بمحصول الحنطة مشكلة سلسلة تصل إلى الاف الأمتارتقف امام سايلو ناحية الاسحاق جنوب مدينة سامراء لأكثر من عشرة أيام متتالية تحت حرارة الشمس من أجل تسويق محصول الحنطة، فالاجراءات المتبعة والروتين القاتل في التسويق يشكلان عبئا اضافيا على المزارعين.
15 يوما بعيد عن أهله
وفي هذا السياق قال جاسم عطية سائق سيارة حمل للمسرى إنه ” مضى 15 يوما وهو بعيد عن أهله وعائلته، 15 يوما وهو على هذا الطريق راكنا سيارته بانتظار تفريغ حمولته وتسليمه للسايلو على أمل عودته إلى أهله في قضاء الرميثة بمحافظة المثنى” مشيرا إلى “المعاناة التي يعانونها من هذا الوضع، منتقدا الجهات المعنية بعدم فتح سايلوات أخرى لاستلام المحاصيل من أجل تقليل الزخم على سايلو واحد وسهولة التفريغ، بالإضافة إلى المبالغ المالية الكبيرة التي تقع على عاتق الفلاح حين يؤجر سيارة حمل لنقل محصوله، لأنه كلما طالت فترة التفريغ تبقى السيارة فيها الحمولة وتحسب أجور إضافية على صاحب المحصول “.
زيادة أعداد السايلوات
ومن جانبه انتقد الفلاح خضير عبود الجهات الحكومية المعنية بهذا الشان، وقال للمسرى إن “على الحكومة أن تنشأ سايلوات أخرى، لأن سايلو سامراء عليه ضغط كبير ولا يسعه كل هذا المحصول الكبيرلاستلامه ، وبالنتيجة سيارات نقل الحنطة عليها أن تتوقف لأيام على قوارع الطريق ليأتيها الدورعلى التسليم والتفريغ”، مبينا أن”أغلب سائقي هذه الشاحنات المتوقفة هم من خارج محافظة صلاح الدين، وتحديدا من محافظات الأنبار والمثنى والناصرية وغيرها، وبصراحة هذا الوضع جدا متعب وصعب للفلاح والسائقين”.
تجدد المعاناة
وبعد نسبة الأمطار الجيدة التي هطلت هذا العام، إنتاج الفلاحين من محصول الحنطة وخصوصا مدينة سامراء يبدو وفيرا، وبالمقابل ظهرت مشكلة جديدة في المحافظة، وهي قلة أعداد السايلوات والمخازن لحفظ المحصول إلى جانب الإمكانيات المحدودة في مختبرات فحص العينات، قد زادت من معاناة السائقين، لأنه بسبب ذلك عليهم البقاء فترة أطوال أمام المخازن حتى يتم استلام حمولاتهم، لذلك على الحكومة أن تزيد منافذ التفريغ لتجنب هذا العناء المرير الذي يمرون فيه ويتجدد كل عام خلال موسم الحصاد كما يقول الفلاحون والسائقون .
إرهاق ومصاريف
وفي الشأن ذاته أوضح سائق إحدى الشاحنات المحملة بالقمح والواقف أمام سايلو سامراء لعدة أيام أن “سبب تاخيرتفريغ حمولاتهم يعود لمختبرات فحص القمح الذي ياخذ وقتا كبيرا”، مؤكدا أنه “يعاني معاناة صعبة بسبب التعب والإرهاق، هذا إلى جانب المصاريف الكبيرة خلال فترة البقاء أمام المخازن”.
تصنيف المحصول
وفي المقابل قال ممثل وزارة التجارة في سايلو سامراء محمد حميد للمسرى إننا ” في المختبر نقوم بأخذ عينة من الحنطة المسوقة لكل فلاح، وبعد الفحص الدقيق نقول بصنيف درجة القمح إلى الدرجة الاولى أو الثانية، لكي يأخذ كل فلاح حقه من إنتاجه لتلك السنة الزراعية”.
إنتاج وفير
وتعد محافظة صلاح الدين من المحافظات المعروفة على مستوى العراق بإنتاج القمح والشعير، والتي بدأت حسب المعنيين والخبراء بهذا الشان من الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي على الرغم من قلة الدعم الحكومي للمزارعين.