المسرى .. خاص
ما أن بدأت ملامح الصيف حتى ظهرت المشكلات التي تؤرق كاهل المواطن من أبناء الجنوب والفرات الأوسط وعلى رأسها نقص مياه الأسالة والكهرباء، ساكنو منطقة الإسكان في مدينة السماوة خرجوا في وقفة احتجاجية أمام مبنى محطة توزيع المياه، مطالبين بالالتفات إليهم وإنصافهم بإعطائهم استحقاقهم من المياه أسوة بباقي المناطق، مشيرين إلى انقطاع مياه الإسالة منذ خمسة عشر يوما .
إهمال حكومي
أحد المواطنين من أبناء منطقة الإسكان تحدث للمسرى قائلا إننا “نعاني من إهمال حكومي على كل الجوانب، منتقدا إياهم بعدم الاستماع إليهم بخصوص ما يعانوه من مشاكل وتحديدا في مسألة نقص مياه الإسالة التي مر 15 يوما على انقطاعها ولم يحرك أحد منهم من مسؤولي المحافظة لزيار تهم الاستماع لمعاناتهم “، مؤكدا أن “انقطاع مياه الإسالة على المحافظة ومناطقها ليس بالأمر الجديد، كونه يتجدد كل سنة مع فصل الحرارة والصيف، ولكن منذ ما يقارب الخمس سنوات مضت الأمر أصبح في غاية الصعوبة وليس هناك أذان صاغية لمشاكلنا “، مطالبا المعنيين بإنصافهم وإعطائهم حصتهم العادلة عند التوزيعات أسوة بالمناطق الأخرى المجاورة لمنطقتهم”.
مشاكل مستعصية
مواطن آخر من المحتجين أشار للمسرى إلى أنهم ” يعانون دوما من مشكلة مياه الإسالة والكهرباء، لا مياه لدينا ولا كهرباء، حتى وإن وجدت لا تكفي أو تسد حاجة المواطنين”، مؤكدا أنه ” منذ ما يقارب الخمس سنوات وتحديدا في فصل الصيف نادرا ما نجد أونرى مياه الإسالة تسير في أنابيب وصنابير منازلنا”، منتقدا تعامل المعنيين معهم عند المراجعة لإيجاد حل لمشكلتهم، رغم أن أن الدور السكنية في تلك المنطقة كلها مملوكة ولديها أوراق رسمية ( طابو ) وليست من المناطق التي أنشأت على أراضي زراعية او من المتجاوزين على الحق العام .
انعدام أبسط الخدمات
كما وبينت مواطنة مشاركة في الوقفة الاحتجاجية للمسرى أنهم “يعانون من نقص كل الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن من مياه صالحة للشرب وكهرباء وإعمار وتبليط الشوارع والأزقة”، مشيرة إلى ” عدم وجود عدالة في توزيع المياه على أحياء ومناطق المدينة، علما ان هناك مناطق أخرى قريبة لا تعاني من نقص مياه الإسالة وتستلم حصتها من نفس المحطة، ومنوهة إلى أنه عند المراجعة والشكوى لبيان وتوضيح هذه الحالة لا يأخذون منهم ردا مقنعا وصريحا عن هذا الاختلاف في التوزيع، وحتى الحكومة المحلية في محافظة المثنى مقصرة في هذا الموضوع كونها لم تستجب لمعانات هذه العوائل رغم أن الدور السكنية في تلك المنطقة لها أوراق رسمية وغير متجاوزة وليست من العشوائيات ، فضلا عن دفعهم أجور المياه والرسومات كل شهر أو شهرين .
أزمة إنسانية
وسبب الجفاف وشحة المياه في العراق أزمة إنسانية كبيرة، حيث أكد وزير الموارد المائية العراقي عون ذياب، حاجة العراق إلى دعم دولي للحصول على حصصه المائية من دولتي إيران وتركيا، لأن الجفاف الحاد وشح المياه حرم آلاف العراقيين في بعض مناطق البلاد من مياه الشرب والزراعة.
أسر نازحة
ومن جانبها أكدت تقارير الأمم المتحدة أن ما يقرب من 1/5 أشخاص في العراق يعيشون في منطقة تعاني من نقص المياه، وأن أكثر من 12 ألف ما زالت نازحة بسبب ظروف الجفاف، علما أن المحافظات الأكثر تضرراً بسبب الجفاف هي ذي قار وميسان، تليها محافظات الديوانية والمثنى، وأن 76 ٪ من النازحين من سكناها ينتقلون إلى المدن بسبب الجفاف.