المسرى- متابعات
سئمت من النزوح، تقوم المئات من العوائل الايزيدية التي تعيش في أحدى مخيمات المحافظات الشمالية بحزم ذكرياتها وأمتعتها استعدادا للعودة إلى مسقط رأسها في قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى بعد سنوات طويلة من الغربة، ويصف احد النازحين من سنجار الوضع بالقول ان” العائلات سئمت العيش في الخيم وانها تجمع امتعتها وتستعد للعودة إلى منازلها واعمالها في سنجار، منزلنا هُدم لكننا سنعود، وإذا حصلنا على بعض المساعدة، فسيعود كل الناس هنا”.
مئات العوائل الراغبة بالعودة
دائرة الهجرة والمهجرين سجلت رغبة أكثر من 600 عائلة في مخيمات زاخو بالعودة إلى سنجار أملا في تصبح حياة النزوح ذكرى وينعموا بالاستقرار من جديد.
إلياس خلف، نازح ايزيدي من منطقة تل بنات في سنجار قال إن “تسعة اعوام مرت منذ ان خطت قدميه المخيم وان الوقت قد حان لكي يعود وعائلته ادراجه إلى سنجار، وتحديدا إلى منطقة تل بنات القديمة حيث نأمل أن نجد فيها من يساعدنا على بناء منازلنا، التي سويت بالارض، من جديد.
وهاجم تنظيم داعش الارهابي منطقة سنجار شمال البلاد في آب من عام 2014 دمر القرى ودنس المواقع الدينية وقتل الرجال الأبرياء قبل خطف الآلاف من النساء والأطفال ، وصفت الأمم المتحدة الهجمات بأنها إبادة جماعية.
اجراءات امنية وموافقات قبيل العودة
وتحتاج العائلات النازحة الراغبة بالعودة الى السير بعدة اجراءات قبيل العودة منها الموافقات الأمنية وموافقات دائرة الهجرة ومن إدارة المخيم ايضا من أجل المغادرة إلى سنجار والتي تستغرق عادة من ثلاثة إلى سبعة أيام قبل إصدارها، في الوقت الذي كشف فيه مدير المخيم سردار ياسين، عن رغبة متزايدة في الوقت الراهن بين الأهالي للعودة إلى سنجار، وقد عادت بالفعل 10 عائلات هذا الأسبوع ولكن العديد من النازحين رفضوا العودة وتقدموا بطلبات للإقامة في المخيم لاسباب خاصة تتعلق بانعدام الأمن وعدم تواجد مكان للسكن لدى وصولهم إلى هناك”.
جهود إعادة الإعمار
ووسط فوضى الحكومات المتعاقبة رحلت ملف المهجرين من واحدة لاخرى، توقفت جهود إعادة الإعمار دون موعد محدد لدفع عجلتها مما يسمح للنازحين بالعودة الى حياتهم السابقة والتخلص من المخيم الذي يضم اكثر من 4000 عائلة ايزيدية نازحة، بعضها دخل عامه التاسع فيه.
شيرين خلف نازحة ايزيدية من سنجار قالت ، ان واقع المخيم مؤلم ولا تزال هناك غارات جوية على المنطقة، ويعمل أطفالي الفقراء في مزرعة بالقرب من المنطقة مما يجعل قضية العودة صعبة فمنزلي في سنجار مدمر ولا توجد خدمات هناك مما يعني انني سأعيش تحت خيمة أيضا، إذا عدت إلى هناك الآن”.
اتفاقية إدارة سنجار
وعلى الرغم من أن الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان كانتا قد وقعتا عام 2020، اتفاقية لإدارة سنجار بشكل مشترك تحمل فكرة تطبيع الاوضاع في المدينة الا ان الاتفاق تجاوز عامه الثالث دون تطبيق تاركا اكثر من 200 ألف ناجي من المذابح التي ارتكبها “داعش” الارهابي ظلما بحق الإيزيديين نازحين في أنحاء البلاد .