مبكي ان تمر على دجلة وتمعن النظر في ” روجاته ” حتى تدرك انه يختنق بملوثات الصرف الصحي والمستشفيات القريبة منه وبقايا المطاعم المنتشرة على ضفتيه ، دون معالجات تعيد للنهر القه .. وترن في اذنك قصيدة الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري.
حيّيتُ سفحَكِ عن بُعــــدٍ فحيـِّيني يا دجلةَ الخيرِ يا امَّ البســــــاتينِ
حييَّتُ سفحكِ ظمآنا ألــــــوذُ به لـــــوذَ الحمائمِ بين الماء والطين
يا دجلةَ الخيرِ يا نبعاً افـــــارقُهُ على الكـــــراهةِ بين الحينِ والحين
وزارة الموارد المائية ترد بشأن موضوع تلوث المياه، حسب عضو الكادر المتقدم للوزارة، سليم العتابي، في تصريح سابق ، إنه “لم تردنا لغاية الآن أي معلومات أو تقارير رسمية عن تلوث مياه نهري دجلة والفرات”.
وبيّن أن “الوضع البيئي للمياه لم يصل حتى الآن إلى هذه المراحل”، لافتاً إلى أن “نهاية نهر الفرات تكون في أهوار الناصرية، ولم تردنا أي معلومات عن تلوث مياهه”، مؤكداً ضرورة “وضع معالجات لجميع محطات المجاري التي تصب في الأنهر، لا سيما إذا ما قلّت مناسيب المياه فيها”، بحسب الصحيفة الرسمية.
وكان مصدر محلي، كشف ، عن ارتفاع نسب التلوث بشكل غير مسبوق في نهر الفرات وسط مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار.
وقال المصدر: إن “سبب التلوث يعود لقلة الإطلاقات المائية واستمرار الدوائر الحكومية برمي مخلفاتها في النهر”، وأضاف أن “أبرز الدوائر الحكومية التي تسببت بارتفاع تلوث نهر الفرات في المحافظة هي دائرة مجاري ذي قار، التي لا تزال ترمي مخلفاتها من الصرف الصحي في نهر الفرات، وترفض تغيير مساره إلى نهر المصب العام”.
وأوضح المصدر، أن “مديرية المجاري تطالب بـ(800) مليار دينار عراقي لغرض تشغيل مضخات خاصة بإصلاح المياه الذاهبة إلى نهر الفرات، برغم أن تغيير مسار أنابيب الصرف الصحي الذاهبة لنهر الفرات باتجاه نهر المصب العام لا يكلف سوى مليار دينار”.
إلى ذلك، قال عضو لجنة الأهوار والمياه النيابية، ثائر الجبوري، إن “موضوع تلوث المياه ليس بالجديد، إلا أن الفترات الماضية شهدت ارتفاع مناسيب المياه مما خفف من تلك النسبة”.
وبيّن أن “آثار التلوث ستظهر واضحة حال انخفاض مناسيب المياه، حتى أنها سترى بالعين المجردة، وقد نشهد اختلاف ألوان المياه عن الطبيعية”، موضحاً أنه “يمكن معالجتها برفع معدلات المياه والإطلاقات المائية، وهو أمر صعب في ظل الظروف التي تشهدها البلاد من انحسار الإطلاقات من تركيا وإيران”.
من جانبه، حذّر الخبير البيئي والمائي، تحسين الموسوي، من أن أمن المياه يكون بحالتين، الأولى عبر زيادة الإطلاقات من دول المنبع، وأن “ارتفاع نسبة الملوثات بسبب فقدان وحدات المعالجة وتصريف مياه الصرف الصحي والبزل والمياه الصناعية إلى الأنهر من دون معالجات”.
وتابع أن “هذا الأمر يهدد بارتفاع المسببات المرضية، وربما في قادم الأيام سوف نشهد بعض الأمراض الخطيرة ومن أبرزها الكوليرا، فضلاً عن الأمراض الجلدية والمغص المعوي وغيرها”.
ولفت إلى أنه “في العاصمة بغداد وحدها هناك ما بين 40 إلى 50 مستشفى أهليا ترمي مخلفاتها في نهر دجلة، علاوة على المخلفات الصناعية التي تكون مسببات خطرة ولها آثار سلبية، فضلاً عن التجاوزات على مياه الأنهر”.