المسرى … تقرير : فؤاد عبد الله
على مدى الأسابيع الماضية توالى الإعلان عن تسجيل حالات الإصابة والوفيات بالحمى النزفية في عدد من المحافظات العراقية، وزارة الصحة من جانبها أكدت استعداد مؤسساتها الصحية لعلاج اي حالات وبائية، اعتمادا على بروتوكول علاجي فعّال، تماثلت من خلاله عشرات الحالات المصابة للشفاء التام، خصوصا اذا ما شُخصت في وقت مبكر.
لحم جاهز
مصطفى كاظم موطن من محافظة بابل يمتهن الجزارة قال للمسرى إن “هناك بعض الجزارين لا يقومون هم بأنفسهم بذبح الذبيحة وإنما يشترون اللحم جاهزا من آخرين، وهذا اللحم قد يكون من ذبيحة مريضة أو غير صالحة للذبح والأكل أساسا، وهو بصراحة مخيف وخاصة مع انتشار وباء الحمى النزفية”، مؤكدا أن “القصاب الذي يذبح خروفه أو عجله بنفسه في المجزرة يكون حلاله أسلم وأضمن لأنه خضع للشروط والفحوصات الطبية في المجزرة”.
منع الجزر العشوائي
مدير عام صحة البصرة الدكتور عباس التميمي أوضح للمسرى أننا “اتخذنا الكثير من التدابير الوقائية لمنع استفحال مرض الحمى النزفية، وقد اتخذنا تدابير وقائية فعالة للحد من الإصابات والانتشار في السنوات القادمة”، مبينا أن “رش المبيدات يعتبر أمرا ضروريا جدا لمنع الانتشار وكذلك بناء المجازر العصرية التي يفترض وجودها في كل محافظة، بالإضافة إلى منع والسيطرة على عملية الجزر العشوائي ومنع تنقل المواشي في الأحياء وبين المدن وداخلها “.
رش المبيدات
ونوه التميمي إلى أن ” المتعارف عليه منذ سنوات طويلة أن الحيوانات تلك تحتاج إلى رش بالمبيدات، وبعض الأحيان تحتاج إلى تغطيس كما كان متبعا سابقا، وعليه لا بد من المزيد من التوعية ونشر الثقافة الصحية تلافيا لظهور وانتشار هذه الأمراض الوبائية مستقبلا”، مشيرا إلى ” الحذر جدا خصوصا أننا مقبلون على عيد الأضحى، وبالتاكيد هناك ذبح للحيوانات وبطريقة عشوائية، لذلك يجب على ربات البيوت أن يقوموا بطبخ وطهي اللحم جيدا ومراعاة السلامة والنظافة والوقاية عند الملامسة للحم أو دم الذبيحة “.
دور رقابي فعال
حسن العربي مواطن من محافظة ذي قار أشار للمسرى إلى أنه ” لمنع انتشار المرض نحتاج إلى دور رقابي فعال ومكثف من قبل الفرق واللجان الخاصة التابعة لمديريات الصحة والبلديات في المحافظات لمراقبة الأماكن التي فيها المواشي وكذلك المجازر ومحلات الجزارة، للحد من انتشار المرض وسد الطريق لانتقالها من الحيوانات إلى الإنسان ، بالإضافة إلى حملات التوعية المستمرة لأصحاب الحيوانات ومحلات الجزارة”، مؤكدا أن تجاهل الأمر من قبل المعنيين سيؤدي إلى طامة كبرى في كل المحافظات مستقبلا”.
مرض مميت
مدير قسم الصحة العامة في البصرة الدكتور تحسين صادق النزال قال للمسرى إن “قلقنا يكمن في أن الحمى النزفية يعتبر مرضا مميتا، أي أن 50% من الإصابات تؤدي إلى الوفات، ولكن مع هذا كل العلاجات والمستلزمات الضرورية بهذا المرض متوفرة في البلاد، إذا شخصت في وقت مبكر، وحتى مصارف الدم لا مشكلة لديها، حيث تتوفر لديها كل الأصناف والفئات من الدم”، منوها إلى أن “المشكلة ليست في العلاجات وإنما في عدم المعرفة بالحيوان المصاب الذي يحتضن الفيروس ويتنقل، كون الحيوان المصاب لا يظهر عليه أي أعراض بالمرض “.
دور المواطن فعال
وأكد النزال على “دور المواطن في المشاركة في الحد والقضاء على مرض الحمى النزفية، خصوصا وأننا مقبلون على عيد الأضحى وبالتاكيد سيحصل ذبح عشوائي، فعلى المواطن أن يتأكد جيدا من سلامة الحيوان الذي يشتريه كأضحية، وكذلك من اللحم الذي يشتريه من محلات الجزارة في محافظته لأيام العيد”، محذرا من غسل اليدين جيدا عند ملامسة اللحم أو دم الذبيحة، ناصحا بارتداء الكفوف عند التقطيع وغسل السكين جيدا بعد التقطيع، مع الطبخ الكافي للحم تلافيا للإصابة إذا كان الحيوان مصابا ولم يعلم بذلك”.
وطمأنت وزارة الصحة المواطنين، وأشارت إلى أن السيطرة على مرض الحمى النزفية ممكن جدا ويتطلب التنسيق المشترك بين القطاعات المختلفة من خلال تكثيف حملات رش المبيدات ومنع انتقال الحيوانات بين المحافظات أو داخل المحافظة، إضافة الى أهمية معالجة ظاهرة الجزر العشوائي، إلى جانب دور المواطنين باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة عند التعامل مع الحيوانات ولحومها قبل الطبخ، ومحذرة على لسان وزيرها صالح الحسناوي بإقامة دعاوى قضائية ضد كل من يحرف تصريح المسؤول في الوزارة ويكون الهدف منه تشويش الرأي العام وإشاعة القلق لدى المواطنين.