المسرى
منطقة قورية في محافظة كركوك تعتبر من أوائل المناطق السكنية التي أقيمت في المدينة، وواحدة من أقدم الأحياء في البلد، منازلها ومتاجرها على شفا الانهيار جراء الإهمال والحاجة للترميم، كون عمرها يناهز حوالي الـ200 عام، وعليه لا تجد الكثير من المباني الجديدة التي يمكن رصدها في الحي.
نبذة عن بدايات السوق
فيصل علي صاحب مطعم في سوق قورية تحدث عن تاريخ السوق قائلا: لم يعد هناك مكان في قلعة كركوك، فقد أصبحت مزدحمة للغاية، لذلك بدأ الناس بمغادرة القلعة والنزول إلى الأحياء والمحلات واستقروا على الضفة الأخرى من القلعة، والذي كان يُطلق عليه فيما مضى بـ”الضفة العظيمة”، لافتا إلى أن هناك من العوائل قد عبروا إلى هذا الجانب واستقروا هنا في العهد العثماني، وتدريجيا وبعد مرور الزمن بدأت أعداد المنازل في تزايد ونمو ، وتم بناء معظم تلك المنازل بالقرب من بعضها البعض، ومع الوقت كثرت المنازل وأصبحت منطقة سكنية.
إنشاء السوق
ومن جانبه قال المؤرخ عبد الستار علي بخصوص سوق قورية إن “تاريخ إنشاء بازار قورية يعود إلى ما قبل 200 إلى 300 عام، أي بناؤه كان بعد بناء القشلة، التي تعني ” ثكنة الشتاء” حيث كان الجيش العثماني يقيم في هذه الثكنة خلال فصل الشتاء، مبينا أن القشلة هذه تتكون من مديرية للشرطة وعدد قليل من المديريات (المكاتب) الأخرى، لذلك منذ إنشاء القشلة في هذا المكان ،استدعت الحاجة إلى بناء سوق في هذا الجانب من محافظة كركوك.
الشارع الحر
وأضاف علي أنه ” بجانب بازر قورية كان هناك شارع يُطلق عليه باللغة الكردية ” شةقامي آزاد ” أي الشارع الحر، وفي هذا الشارع اعتاد الباعة على أخذ جميع الفواكه المتبقية وبيعها هناك بأسعار رخيصة جدًا لأنهم لم يكن لديهم مبردات في ذلك الوقت للاحتفاظ بها أو الحفاظ عليها، لذلك من أجل تجنب تلف وتعفن الفاكهة، فإنهم كانوا يأخذونها إلى الشارع الحر ويبيعونها هناك، وأكثر مشتريهم كانوا من العائلات متوسطة الدخل او الفقيرة لأن أسعارها كانت أرخص.
غياب الإعمار
أما إياد قاسم أحد قاطني منطقة قورية فقد أشار إلى أن عمر البازار يزيد على 100 عام ، منوها إلى ان المنطقة تعاني حالة سيئة بسبب انهيار المباني وقدمها ولا يوجد فيها أعمال إعادة إعمار. كونها منطقة أثرية والعديد من متاجرها لا تزال قائمة حتى اليوم، لكنها على شفا الانهيار، مؤكدا أن المنطقة يعيش فيها التركمان والكورد معا بسلام ووئام ولا توجد أي مشاكل بينها .
إهمال قديم جديد
وبحسب المؤرخين فإن المنطقة توسعت خلال العهد العثماني وازدهرت إبان الاحتلال البريطاني للعراق وبعد اكتشاف النفط في كركوك عام 1927، لكنها باتت عرضة للإهمال منذ سبعينيات القرن الماضي مع إنشاء مناطق سكنية أكثر حداثة.