المسرى .. متابعات
محمد البغدادي
حملت زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الى بغداد “أبعادا سياسة واقتصادية”، في وقت يشهد العراق انفتاحا متزايدا على شركائه الإقليميين لتعزيز اقتصاده وبناه التحتية.
في الماضي شهدت العلاقات بين البلدين فتورا لسنوات، وخصوصا إبان حكم النظام السابق ، وعادت لتتحسن منذ نحو عشر سنوات.
ويسعى العراق الذي يعاني ثلث سكانه من الفقر رغم ثروته النفطية الهائلة، لبناء علاقات مشتركة في جميع الاتجاهات بهدف إعادة بناء بنيته التحتية المتهالكة بعد عقود من الحروب. وتمثل قطر، الدولة الغنية بالغاز، شريكا مميزا في هذا الاتجاه.
ويرى مراقبون ان القضايا الاقتصادية سيكون لها حيز أساسي وجوهري في المباحثات التي جرت بين الأمير ورئيس مجلس الوزراءمحمد شياع السوداني ، شهدت التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم في مختلف القطاعات.
ووافقت شركة “قطر للطاقة” في أبريل الماضي على المشاركة بحصة تبلغ 25% في مشروع نمو الغاز المتكامل (GGIP) بالتعاون مع مجموعة “توتال إنرجي” الفرنسية.ويهدف المشروع الى تطوير الاستثمار في موارد العراق من الغاز وتحسين التغذية الكهربائية.
ودخلت قطر للطاقة في المشروع بدعوة من “توتال إنرجي” التي تبلغ حصتها 45 في المئة. وشاركت قطر نهاية مايو، إلى جانب العديد من دول المنطقة، في مؤتمر أعلن فيه العراق عن مشروع “طريق التنمية” الضخم والطموح لبناء طريق وسكة حديد لربط الخليج بتركيا.
ولا يزال هذا المشروع الذي حددت الحكومة العراقية كلفته بنحو 17 مليار دولار وبطول 1200 كلم داخل العراق، في مراحله الأولى.
واكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني :” ان العراق سيصبح عنصرا مهما في تصدير الغاز خلال السنوات المقبلة”.
وقال السوداني في كلمة باحتفالية ذكرى تأسيس منظمة البلدان المصدرة للنفط / اوبك / في بغداد :” ان دخول الغاز في سوق الطاقة اضاف مسؤوليات جديدة على اعضاء منظمة / اوبك “. واضاف :” ان العراق يعتمد على النفط بوصفه المورد الاساس للاقتصاد ، دون الاهتمام بالغاز “. وتابع انه سيتم قريباً سيتم التوقيع على الجولة السادسة التي تستهدف رُقعاً مهمةً لحقول الغاز الطبيعي.
واوضح السوداني ان الاستثمار في الغاز سينهي الهدر في الثروة الغازية التي تكلفُ العراقَ سنوياً ما يقارب 4 مليارات دولار. استدرك بالقول ، وضعنا على رأس أولوياتنا فسح المجال للقطاع الخاصِ والشركات العالمية، وتقديم التسهيلات لها. وبين ان العالم يبحث اليوم عن بدائل للطاقة التقليدية، ويتجهُ نحو مصادر الطاقة البديلة، التي ستكون منافساً للنفط والغاز في غضونِ سنواتٍ قليلة.
بدوره ، عد النائب الاول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني ، بالناجحة على مستوى السياسة الخارجية الحالية للعراق والتي استندت على اسس الثبات والاتزان والابتعاد عن التخندقات والإسهام في حل الخلافات الاقليمية وتقريب وجهات النظر .
وذكر المنلاوي في تغريدة له ” ان أبواب العراق مفتوحة على مصراعيها لكل الاشقاء والاصدقاء وهو داعم لاستقرار وامن المنطقة”.
في الاثناء قال المتخصص في شؤون الطاقة يحيى العقابي اليوم السبت ، ان ملف تجهيز العراق بالغاز المسال القطري من الملفات المهمة التي جرى الاتفاق حولها بهدف تنويع مصادر التوريد لتشغيل المحطات الكهربائية، مشيرا انه تم الاتفاق عليه اثناء زيارة امير قطر الى بغداد.
وبين العقابي في تصريح ، أن إيصال الغاز الى ميناء ام قصر يتطلب انشاء منصة تفريغ خاصة لتحويل الغاز المسال الى الحالة الغازية ( البخارية) بتكلفة عالية وزمن طويل ، مضيفا “ان البديل الافضل هو مد خط انبوب من مصادر الغاز في قطر الى منطقة الربط في شبكة الغاز الوطنية العراقية.
واشار ” ان عملية حصول العراق على الغاز القطري يحسن مستويات التوليد الكهربائي برغم طول فترة الانجاز المقدرة بثلاثة سنوات.
وأردف بالقول ” ان في هذه الاثناء يسعى العراق لاستثمار الغاز المصاحب للنفط بدلا من حرق 43 بالمائة منه اي 7 مليون قدم مكعب قياسي يوميا والتي تكلف العراق مبالغ لا تقل عن 12مليار دولار سنويا مع مبالغ استيراد الغاز فضلا عن مشاكل التلوث البيئي الناتج عن حرق هذه الكميات من الغاز.
وعلى المستوى الدولي رحبت الولايات المتحدة بزيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، إلى بغداد، والتي أسفرت عن إعلان الدوحة عزمها استثمار خمسة مليارات دولار في عدد من القطاعات بالعراق خلال السنوات القادمة.
