قصة حب انتشرت عبر وسائل الإعلام لمجتمع صمد بوجه الإبادات التي تعرضها لها لـ 74 إبادة على مر التأريخ، ليكتب اليوم عن قصة تعتبر من اروع القصص التي كنا نقرأ عنها في روايات الحب القديمة، فهي قصة حب ووفاء لا مثيل لها لعشاق يحفرون قلوبهم لبعضهم البعض، لكن دخيل و سامية حفروا أجسادهم أيضا و كتبوا اسماءهم على أيدي بعض.
الشاب الايزيدي “دخيل حسن” الذي يقطن قرية رمبوسي جنوب قضاء سنجار ، تزوج من سامية عام 2013 بعد قصة حب دامت لأربع سنوات بينهما و بدأ بتأسيس حياته مع عشيقته “سامية سمو” و هي من اهالي قرية صولاغ لتبدأ قصة حب عظيمة بينهما.
تزوج دخيل وسامية وعاشا قصة حب جميلة مليئة بالحب والسلام والطمأنينة، ولكن لم يمضي عام على زواجهما حتى ذات يوم و في مناسبة الأعياد التي كانت عبارة عن افراح العيد و عندما رحلت سامية لتعايد اهلها عيد اربعينية الصيف و هو من اعياد الايزيدية هاجم تنظيم داعش قضاء سنجار ووقعت سامية اسيرة بيد داعش و نجا دخيل.
دخيل و هو يعيش كاي يوم، في 3 من حزيران 2023 كان يتصفح جواله ليشاهد نادية مراد و هي ناشطة ايزيدية تعلن عن انها استطاعت تحرير ست نساء ايزيديات تم أسرهن من قبل تنظيم داعش في آب 2014، ليتفاجأ دخيل بإن زوجته سامية ضمن الناجيات.
أعيدت سامية من سوريا إلى أهلها هذا الشهر مع 5 فتيات إزيديات أخريات، واحتفل دخيل وسامية بزواجهما مرة ثانية، بعد فراق دام 9 سنوات، بعرس أقيم في دهوك واحتفلوا بزواجهما مجددا بحب وشوق عظيم.
وقالت سامية، وهي ترتدي فستان الفرح: “لم أصدق ذلك، شعرت وكأنني أحلم، أنا سعيدة جدا”.
وبدوره، أكد دخيل، أنه ” كان في انتظار اليوم الذي تعود فيه زوجته. وعلق: “أشعر بفرح غامر”.
وتعرض الايزيديون عبر التاريخ إلى 74 حملة إبادةٍ شُنت ضدهم لأسبابٍ مختلفة، حيث تسببت هذه الحروب والمذابح بآثار ترسخت في النسيج الاجتماعي والعقلية الايزيدية. لكن كل هذا لم يمنع الايزيديين من ممارسة الحب وحقهم بالعيش بكرامة في ارضيهم.
واستطاعت مجموعة من شبابهم إنشاء مراكز ثقافيةٍ واجتماعيةٍ لتعريف العالم بديانتهم وجعل الايزيديين ينفتحون أكثر على العالم الخارجي.
وتعرض الايزيديون لهجمات متكررة من تنظيم داعش تمثلت بتفجيراتٍ وعمليات اغتيالٍ تستهدفهم. و أدّى سقوط الموصل وسيطرة تنظيم داعش على مناطق شاسعةٍ من شمال العراق وسقوط مدينة سنجار الايزيدية بيد المسلحين إلى قتل المئات وسبي أعداد كبيرة من النساء والأطفال وكذلك هجرة الآلاف منهم من مدنهم وقراهم فراراً من بطش تنظيم داعش.