العراق وككل بلدان العالم له ثروة حيوانية يعتمد عليها في بعض اقتصادياته , ورغم انها نسب تكاد لاتذكر خصوصاً بعد انحسار اعداد رؤوس الماشية كالاغنام والماعز والابقار والجاموس خلال السنوات الاخيرة بسبب الجفاف وانحسار مناطق الرعي ، الا انها مازالت تشكل اهمية كبرى في اقتصاديات بعض المناطق والمحافظات العراقية ..
ففي سهل نينوى يبدو جلياً ان غالبية السكان يعتمدون تربية المواشي بشكل عام والابقار بشكل خاص مهنة تتوارثها الاجيال ولاتقتصر على شريحة معينة من السكان ، فمن الطبيعي جداً انك قد تجد بين مربي الابقار من هو طبيب او معلم او ربة بيت او شيخ كبير بالعمر , وهذا مايؤكده لكاميرا المسرى الشاب سجاد نعيم وهو صاحب حقل لتربية الابقار ومولع بها ..
انواع مختلفة للأبقار في مزرعة واحدة
حيث يؤكد سجاد بأن مزرعته تحتوي على انواع مختلفة من الابقار فمنها ماهو عراقي منشأه بعض المحافظات الجنوبية العراقية ومنها ما هو ايراني المنشأ ويطلق عليه اسم ( الكرادي ) ويتميز بصغر حجمه مقارنة ببقية الانواع , عوضاً عن انواع اخرى كالارمني والجورجي والتركي وغيرها ..
ويضيف سجاد بأن تربية المواشي تحتاج للأهتمام بشكل دائم مايتطلب وقتاً وجهداً كبيرين عوضاً عن الحاجة المادية الكبيرة للأعلاف والادوية واللقاحات الموسمية ففي فصل الشتاء تنتشر الحمى القلاعية وفي الصيف يهددها ابو صفار , مشيراً الى ان الجهات الحكومية والمتمثلة بوزارة الوزراعة لاتساهم برفدهم بأي من احتياجاتهم الطبية والغذائية ..
الاعداد في تناقص والمهدد الاول شح المياه
وفيما تقدّر أعداد الماشية من الأغنام في العراق بنحو 12 مليون رأس، وأكثر من 7 ملايين من الماعز، ومليونين ونصف المليون من البقر، ونحو نصف مليون من الجاموس، ومثلها من الإبل، الا ان تلك التقديرات غير دقيقة وقد صدرت سابقاً عن الجهاز المركزي للإحصاء قبل عدة سنوات، وتشير دراسات متخصصة الا ان هذه الارقام آخذة بالانخفاض في السنوات الاخيرة بسبب تغيير المناخ وشحة المياه
وما يعرف عن العراق بأنه من الدول المستهلكة لمنتجات الالبان مثل الجبن والزبد والقيمر واللبن والحليب عوضاً عن الاستهلاك الكبير لللحوم الحمراء ، لذا فأن تربية الأبقار تثير اهتمام العديد من المزارعين العراقيين لتلبية احتياجات السوق ، الا ان ذلك الاهتمام مهدد تحت سطوة الاهمال الحكومي وقلة الامدادات التي يتطلبها استمرار المهنة ..
ويقول تاجر العجول علي حسين لقناة المسرى ، بأن الاشراف البيطري قد يكلفنا مايزيد على خمسة ملايين دينار عراقي عوضاً عن استيراد العلف من دول عالمية كروسيا واوكرانيا مايتطلب مبالغ كبيرة ، مضيفاً ان ترخيص نقل المواشي بين محافظة اربيل ونينوى يكلف مبالغ مادية فلا يسمح بدخولها الموصل الا عبر اموال ورشاوى ، ويؤكد علي بأن لحوم المواشي في ناحية كوكجلي التابعة لسهل نينوى تعتبر من افضل واجود انواع اللحوم العالمية ..
تقام تربية الابقار في حظائر منفصلة في قرى كبيرة على أرض خصبة ، وتعتبر هذه أنسب بيئة لتربية الأبقار، ويصنف العراق كواحد من الدول الزراعية التي لديها العديد من المحاصيل الزراعية التي تساعد على توفير العلف بسهولة وبشكل مستمر كالحنطة والشعير والتي تميزت انتاجيتها هذا العام بالوفرة والاكتفاء الذاتي ..
افضلية الغنم العراقي على المستورد
وفي مزرعة قريبة لتربية الخراف التقت المسرى بصاحب المزرعة رياض سالم وسألته عن بعض الفوارق بين الخراف العراقية وغيرها من المستورد ؟
فأجاب رياض بأن الخراف العراقية تختلف عن غيرها بالحجم واللون وطعم ونكهة لحومها ، مشيراُ الى ان بعض الخراف المستوردة كالتي تأتي من سوريا تحتوي على نسبة بروتين عالية في لحومها مايجعلها تحتاج لوقت اطول اثناء الطبخ , مضيفاً بالقول ان تربية الخراف ليست مهنة فقط انما هي شغف وضرورة حياتية بالنسبة اليه ..
ورغم زيادة اسعار اللحوم في السوق العراقية والتي جازوت ال 16 الف دينار الا ان الطلب عليها مازال كبيراً فالعائلة العراقية تعتبر تواجد اللحوم في اغلب الوجبات اليومية من الضروريات التي تدفع المزارعين إلى الاهتمام بتربية المواشي فهي تجارة تشكل ربحاً لاينضب ..