باحث سياسي للمسرى: إلغاء مجالس المحافظات زاد من ديكتاتورية بعض المحافظين

حوار: سوران الداودي

إعداد: كديانو عليكو

اكد الباحث في الشأن السياسي إبراهيم السراج، ان انتخابات مجالس المحافظات تحظى بأهمية كل الكتل السياسية، مؤكدا ان هناك إجبار للمواطنين في بعض المناطق على انتخاب أسماء معينة.

وقال السراج خلال مشاركته في برنامج (حوارات) الذي يبث على قناة (المسرى): إن “قرار الغاء مجالس المحافظات لم يكن قانونيا بل كان قرارا من الطبقة السياسية اتخذ على عجلة وهو خطأ كبير جدا وتكمن اهمية مجالس المحافظات في انها سلطة رقابية تشريعية ومسؤولة عن الادارة والاشراف على الحكومات المحلية في المحافظات ولها صلاحيات واسعة بموجب الدستور والقانون”.

واضاف السراج، ان “اهمية انتخابات مجالسات المحافظات ستعطي فرصة للحزب الذي يمتلك النفوذ للهيمنة على مجلس المحافظة داخل المحافظة، مشيرا الى ان من يفوز في انتخابات مجالس المحافظات سيفوز في انتخابات مجلس النواب وان هذا الامر مهم جدا للكتل السياسية، لانه سيظهر الحجم الحقيقي للكتل السياسية”.

واوضح السراج، ان “الانتخابات يجب ان تكون مبنية على الثقة وان يعرف الجمهور من ينتخب وعلى الكتلة السياسية أن تتطلع الجمهور على برنامجها الانتخابي”.

وبشان التزوير في انتخابات مجالس المحافظات ووضع كاميرات المراقبة في مراكز الاقتراع، قال الباحث في الشأن السياسي إبراهيم السراج: إن “هناك إجبارا للمواطنين في بعض المناطق على انتخاب أسماء معينة وفي بغداد هناك احياء سكنية معروفة يجبر المواطن على ان ينتخب القائمة الفلانية واشخاص معينين موزعين في تلك الاحياء ويتم اجبار المواطنين بالقوة على انتخاب هذا المرشح او ذاك وان اي ناخب يخالف ذلك سيتم اتخاذ اجراءات بحقه”.

واكد ان “80% من موظفي المراكز الانتخابية هم حزبيين ويعملون لصالح احزاب معينة وان 60 ألف مركز انتخابي تخضع لهيمنة بعض الكتل السياسية واحزاب، يفترض اعادة النظر في اصوات هذه المراكز الانتخابية”.

وحول اجراء انتخابات مجالس المحافظات في موعدها المحدد في 18 كانون الاول 2023، اضاف السراج، ان “الكتل السياسية السنية هي من المطالبين بتأجيل انتخابات مجالس المحافظات، لان هناك مشاكل كبيرة بين هذه الكتل بعد عملية القاء القبض على الفاسدين في محافظة الانبار، الامر الذي يكشف في الايام المقبلة الكثير من الاوراق، وبالتالي اشعال فتيل الخلافات داخل البيت السني”.

وبصدد مشاركة المستقلين في الانتخابات، اوضح السراج، ان “تجربة المستقلين فشلت في الانتخابات فشلا ذريعا ولم تكن تجربة جيدة وايجابية ولم تولد معارضة داخل قبة البرلمان”.

وحول قرار الغاء مجالس المحافظات، اكد السراج، ان “القرار كان خطا كبير جدا وان الطبقة السياسية ضحت بمجالس المحافظات وكان ذلك على ضوء تظاهرات تشرين، مضيفا ان تجميد وإلغاء مجالس المحافظات لم يكن قانونيا، لان فقرات الدستور العراقي لا تلغى الا بمواد دستورية وان الشعب هو صاحب القرار والاستفتاء وليست الطبقة السياسية وكان قرار الالغاء ارضاء لرغبة بعض المتظاهرين، كما ان إلغاء مجالس المحافظات زاد من ديكتاتورية بعض المحافظين وجعل المحافظ المتحكم الوحيد والسلطان والديكتاتور داخل المحافظة بدون رقيب والدليل على ذلك عمليات الفساد وتوقف الاعمال في بعض المحافظات، بسبب غياب الرقابة”.