المسرى .. هناء رياض
أزمة تلد أخرى وتلقي بضلالها على مفاصل الحياة المختلفة تتناهب معيشة المواطنين وتتسبب بقطع ارزاقهم ، فبدأ من عملية تقليص المساحات الزراعية الى عملية ردم الكثير من الاحواض السمكية ثم نفوق عشرات الاطنان من الاسماك في محافظات الجنوب ، وصلت الى مراحل مخيفة ومقلقة دعت الجهات الحكومية الى أستيراد الاسماك لأجل تغطية حاجة السوق المحلية ..
مؤخرا أعلنت وزارة الزراعة عن سعيها نحو تخفيف قيود الاستيراد للأسماك بعد مؤشرات ارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية في ظل استمرار حملة ردم بحيرات تربيتها غير المجازة وإغلاقها بالكامل بحلول نهاية العام الحالي، مؤكدة أن أسعارها ستشهد انخفاضاً تدريجياً خلال المدة القليلة المقبلة.
المتحدث باسم الوزارة محمد الخزاعي، قال ” إن الأسماك سلعة غذائية مهمة للمواطن العراقي وهي تخضع لبرنامج الرزنامة الزراعية”، منوها الى ، أن ” الوزارة ستتجه لتخفيف قيود استيرادها إسهاما منها بإعادة أسعارها الى معدلاتها الطبيعية بعد أن تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد، 11 ألف دينار، بالتزامن مع قرار ردم البحيرات غير المجازة لمواجهة موسم الجفاف”.
الردم والتجفيف ..
بدوره عد مدير عام دائرة الثروة الحيوانية في الوزارة وليد محمد رزوقي، ارتفاع أسعار الأسماك محليا، بالدرجة الأولى الى قرار قطع المياه عن بحيرات الأسماك المجازة في الأول من تموز الحالي وأجل تنفيذه حتى نهاية 2023، فضلا عن إزالة غير المجازة منها ، بلغ عددها أربعة آلاف، ولم يتبق منها سوى 1300 فقط، ما تسبب بتراجع ما يسوق من الأسماك محليا”.
وسبق ان أعلنت وزارة الموارد المائية عن تجفيف 297 بحيرة أسماك غير مرخصة خلال الأيام الماضية، فيما أكدت أنها تعمل على إزالة بقية البحيرات المتجاوزة ضمن الإجراءات الحكومية لمواجهة شح المياه بعد انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات نتيجة قلة التدفقات المائية الآتية من تركيا وإيران.
بحسب وزارة الزراعة تأثرت مساحات كبيرة من منطقة الأهوار بالجفاف، مع تناقص بحيرات الأسماك من 5600 كلم مربع إلى 500 كلم مربع فقط، فضلاً عن تراجع الثروة الحيوانية بأكثر من النصف.
ضياع فرصة شبابية أخرى للأسترزاق
وكانت تربية الاسماك تشكل مشاريع صغيرة وغير مكلفة للشباب الباحث عن فرصة عمل ، بتحولها لمجرد احلام في مهب رياح الجفاف وشح المياه ، فقبل سنوات قليلة كان هناك إقبال شبابي متزايد في العاصمة بغداد والمحافظات على إقامة مشاريع صغيرة بتمويل بسيط لكسب لقمة العيش ، ومن تلك المشاريع أقفاص تربية الأسماك التي انتشرت على ضفاف نهر دجلة، فتزايد الإقبال عليها من قِبل الشباب للخلاص من البطالة.
وأسهم نظام تربية الأسماك في الأقفاص العائمة بزيادة الإنتاج من الثروة السمكية إلى جانب تشغيل الأيادي العاملة، وتبلغ تكلفة الحوض الواحد 1200 دولار أميركي، أما الأعلاف فتتراوح أسعارها بين 500 إلى 700 دولار ، وتكون قياسات الأحواض المستخدمة في تربية الأسماك 4×4 ويكون العمق مترين، وبالامكان تربية الفي سمكة فيها حيث تستغرق تربية الاسماك من خمسة إلى سبعة أشهر وبعدها تكون جاهزة للتسويق.
سمك الكارب اشهر الانواع ..
استطاعت وزارة الزراعة من التعاون مع منظمة فاو للأغذية عام 2004 لأنشاء مشروع تنمية الاسماك في العراق , ووضعت خطة ستراتيجية لتنمية المخزون الطبيعي للأسماك من خلال استغلال المسطحات المائية في إنشاء مزارع سمكية باستخدام (الأقفاص العائمة) ، ونجح المشروع الدولي في تربية مجموعة من الاسماك اهمها “الكارب” في آلاف البحيرات العراقية ، وأسهم في انخفاض الأسعار لتصل إلى ما بين 3500-7000 دينار عراقي ، وبحسب تقرير وزارة التخطيط عام 2021، فإن العدد الكلي لمزارع الأسماك المنتجة بلغ 3794 مزرعة، يعمل فيها 14441 عاملاً
وفي ظل تدني مناسيب المياه وتراجع الثروة السمكية فأن وجبة سمك الكارب اصبحت صعبة المنال لذوي الدخل المحدود خاصة بعد ردم عدد من الأحواض السمكية ، إذ إن أحواض السمك تغطي 70 في المئة من إنتاج الثروة السمكية بالعراق.
الحلول شحيحة لكنها واجبة