شهدت الفترة الأخيرة زيادة الاهتمام الكبير بواقع التغطيات الصحافية والإعلامية للأزمة البيئية وأزمة الجفاف التي بدأت تهدد العراق بشكل كبير.
وحتى سنوات قريبة لم يكن موضوع الجفاف أو البيئة يأخذ مساحة أو حيزا من الاهتمام بالصحافة ووسائل الإعلام العراقية.
ومؤخرا بدأ كبار المؤسسات الإعلامية تخصص تقاريرا يومية فضلا عن أقسام خاصة وتحقيقات استقصائية وبرامج تلفزيونية وإذاعية حول الجفاف ومخاطره، في ظل التهديدات الحقيقية التي يواجهها البلد.
ويؤكد الصحفي آرام حسين وهو صحفي عامل في مجال البيئة أنه، حتى وقت قريب كان معظم التقارير والاقتراحات التي يقدمها لإدارة المؤسسات الإعلامية التي يعمل بها حول البيئة والجفاف ترفض من رئاسة التحرير.
مبيناً في حديث له أن “أسباب الرفض تعود لاعتقاد رئاسة التحرير وإدارة المؤسسات الإعلامية أن هذه المواضيع لاتلاقي رواجا لدى المتلقي ولا في مواقع التواصل الاجتماعي وبالتالي لاتحقق نسبا عالية من المشاهدات”.
وهذه النظر تبدو قد تغيرت مؤخرا، حيث بدأت مؤسسات إعلامية تجارية بالكتابة عن موضوع البيئة والجفاف، كون الموضوع أصبح يهدد شعبا كاملا، ولم يعد مسألة كمالية كما تصوروا في بداية الأمر، كون الأغلبية لم يدركوا أهمية المسألة.
ولفت إلى أنه، استطاع وحده من إنتاج 20 تقريرا منذ منتصف عام 2022 ولغاية الآن، جميعها تتحدث عن البيئة والمناخ ومخاطر الجفاف والتصحر وهذه الملفات، وكلها نشرت في الصفحات الرئيسية للمواقع والصحف التي عمل بها.
كما يشير كرار الشمري وهو صحفي عراقي عامل عدة مؤسسات إعلامية إلا أن، المؤسسات وإدارتها بدأت تغطي ملفات البيئة والجفاف بشكل مستمر، وهناك برامج متخصصة حول هذه الملفات.
مضيفاً في حديث له أنه “فقط في عام 2022، انتجت القنوات العراقية أكثر من 93 حلقة تلقزيونية تتحدث عن الجفاف والمناخ ومخاطرهما”.
كما انتجت الإذاعات العراقية أكثر من 50 برنامجها إذاعيا يتحدث عن مواضيع البيئة والجفاف والتصحر والمناخ، فضلا عن أكثر من ألف تقرير وتحقيق تم نشره في الصحف والمواقع العراقية، وهذا يؤكد الاهتمام الكبير في الصحافة ووسائل الإعلام العراقية بهذا الموضوع.
لكن الذي يلاحظ هو قلة اهتمام المؤسسات الإعلامية الحكومية، وهي الجهات التي يفترض أن تكون أكثر تفاعلا مع هذه الملف في ظل زيادة مخاطر الجفاف وتأثيرات المناخ على العراق.
موضحا أن، الندوات الإعلامية والورش التي تدعمها المنظمات الدولية، ساهمت بزيادة الوعي لدى المؤسسات الصحافية، لزيادة معدلات التغطية الإعلامية لمواضيع الجفاف والبيئة ومخاطرهمها وتأثيرهمها على مستقبل أجيال العراق.
وفي العراق هناك أكثر من 70 قناة تلفزيونية، فضلا عن حوالي أكثر من 60 إذاعة، وأكثر من 100 صحيفة وموقع إلكتروني، إضافة للإعلام الرقمي المتمثل بصفحات التواصل الاجتماعي.
ويطالب صحفيون وإعلاميون في العراق بتشكيل أقساما داخل المؤسسات الإعلامية تعرف بقسم البيئة، كما هو الحال مع أقسام الرياضة والاقتصاد وغيرها، ليتم وبشكل يومي نشر كل ما يتعلق بأخبار البيئة والمناخ بهذا القسم.
نشرت هذه المادة الصحفية بدعم من صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية UNDEF ومؤسسة صحفيون من أجل حقوق الإنسان jhr.
علي الحياني

