المسرى ..
متابعات .. محمد البغدادي
تحدثت مصادر قضائية مؤخرا عن تنفيذ قانون العقوبات بحق من يتسبب بهلع الناس ويتلاعب بقوت أصحاب الدخل المحدود عبر استعراض آراء خبراء قانون وتوضيح المواد القانونية التي تلاحق مرتكبي هذه الجرائم.
يرى استاذ القانون الدستوري، حيدر عبدالرضا الظالمي، ان “هناك جرائم تزعزع الثقة المالية للدولة تعرف بالجرائم الاقتصادية، وهي جزء من جرائم الشائعة، إذ تقوم مجموعات بالإساءة وإضعاف الثقة التي يتمتع بها الدينار الوطني والعملة الوطنية، وإشاعة مجموعة من الأخبار الكاذبة الزائفة التي تضعف العملة الوطنية وقيمتها وثقة الجمهور والمواطنين بها، بغرض الاستفادة من ذلك”.
وقال الظالمي، في تصريح ، ان “قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل، عالج بعض تلك الحالات التي تؤدي إلى الإشاعة وتضر بالاقتصاد والعملة الوطنية، وهنالك مواد متعددة منها المادة 179 والمادة 180، وما يتعلق بشكل عام بالشائعة وتحديداً المادة 304، التي شددت العقوبة على من يستخدم العلانية في نشر المزاعم وبث الوقائع الكاذبة والتي من شأنها الإضرار بالنقد الوطني وإضعاف الثقة بالعملة الوطنية وما يتعلق بقيمة الدينار أمام العملة الأجنبية الأخرى، وتصل العقوبة فيها من سنتين إلى 7 سنوات فيما لوكان ناشر هذه الإشاعة موظف أو يعمل تحت امرة الدولة”.
تفصيل قانوني
يقول الخبير القانوني، ماجد مجباس، في تصريح صحفي ، ان “المشرع العراقي في الباب الخامس الفصل الخامس من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1996 النافذ المعدل، وتحت عنوان الجرائم الماسة بالاقتصاد الوطني والثقة المالية للدولة، قد جرم جملة من الأفعال التي نلاحظ ارتكابها يومياً من قبل الكثير من الأشخاص بعلم أو دون علم من خلال الوسائل العلنية، حيث نظم المشرع العراقي المواد (304، 305، و306) تجريم الأفعال التي تؤدي إلى إضعاف الثقة بالعملة والنقد العراقي أو المساعدة على إقبال المواطنين على سحب أموالهم من المصارف العراقية”.
وأضاف مجباس، ان “العقوبات تتراوح بين الحبس لمدة لا تقل عن سنة أو سنتين، وقد تصل إلى الحبس المشددة 7 سنوات في حال كان مرتكب الجريمة موظفاً أو مكلفاً بخدمة عامة”، مشيراً إلى، ان “هذه الجرائم وردت في المادة 304 من قانون العقوبات، وتنص على الحبس لمدة لا تزيد عن سنتين وغرامة لا تزيد عن 200 ألف دينار عراقي، أو إحدى العقوبتين كل من أذاع بطريقة علانية أخباراً ملفقة أو مزاعم وهو يعلم بتلفيقها أو كذبها، أثرت بالهبوط على الأوراق الوطنية أو إضعاف الثقة في نقد الدولة أو سنداتها أو سندات أخرى لها علاقة مع سندات النقد الوطني أو الثقة المالية”.
ولفت إلى أن “العقوبة تكون الحبس أو الغرامة وأن يعاقب بإحداها في حال تحقق شيء من ذلك، وفي حال آخر إذا كان من ارتكب ذلك الفعل موظفاً أو مكلفاً بالخدمة العامة أو لهُ صلة في تداول النقد أو السندات المشار إليها، أو في حال جمع هذين الظرفين المشددين تكون العقوبة السجن لمدة لا تقل عن 7 سنوات”.
وتابع “تنص المادة 305 من قانون العقوبات، على العقاب بمدة لا تزيد عن سنتين أو غرامة لا تزيد عن 200 ألف دينار عراقي، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من حرض بأحد طرق العلانية وجرى على إثر ذلك سحب الأموال المودعة من المصارف أو الصناديق العامة أو أثر على بيع سندات الدولة أو غيرها من السندات العامة أو الإمساك عن شرائها، وتكون العقوبة الحبس أو الغرامة أو إحدى هاتين العقوبتين في حال ارتكب الجريمة موظف أو مكلف بخدمة عامة له صلة في تداول السندات أو النقد”.
دعوة للادعاء العام والإعلاميين
ودعا مجباس، كافة المحللين والإعلاميين والمؤثرين في الشأن العام، إلى “أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية المختصة في المسائل المالية والنقدية، وعدم الاجتهاد بحجة التحليل أو التأويل والذهاب الى مسائل قد توقعنا بالمحظور القانوني وارتكاب الأفعال المجرمة”.
السجن المؤبد
يقول الخبير القانوني علي التميمي، في تصريح صحفي ، ان “الشائعات وأثرها على المجتمعات خطرة، كونها تحدث القلاقل والفوضى في الداخل وتؤثر على حياه المواطنين نفسياً، وبالنتيجة تسبب الاضطرابات والخلخلة في داخل المجتمع”، لافتاً إلى أن “قانون العقوبات العراقي عالج هذه الحالة من خلال المادة (179) والتي تضمنت عقوبة السجن 10 سنوات لكل من يشيع الإشاعات الكاذبة وترويجها خلال فترة الحرب حتى تصل إلى السجن المؤبد”.
واوضح ، ان “هذه العقوبات هي موجودة في قانون العقوبات وهي مطبقة في حال إلقاء القبض على من يقوم بهذه الأعمال المخالفة للقانون، وهي تحتاج إلى جهد استخباري وبلاغات من المواطنين عن المروجين”.
عقوبات وغرامات