في الذكرى السنوية التاسعة على الابادة الجماعية للمكون الايزيدي على يدي عناصر تنظيم داعش الارهابي طالب الاتحاد الوطني الكوردستاني ورئاسة الجمهورية والقوى التنسيقية في سنجار باتخاذ خطوة فعلية لتعويض الايزيديين تعويضا عادلا من قبل الحكومة الاتحادية والعمل على اعادة المختطفين واعمار منازلهم واجراء الخدمات كجزء من الالتزامات الاخلاقية والانسانية المترتبة على ما عانوه الايزيديون من مآسي واضطهاد طيلة الفترة السابقة واعادة النازحين الى مناطقهم التي هجروها.
بدوره ، أكد رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل جلال طالباني ” لا يجوز ان يبقى الاخلاص والوفاء تجاه الكورد الايزيديين في اطار الشعارات فقط.
وشدد طالباني في بيان ” علينا جميعاً ان نخطو خطوات تتخذ وفقا للروح القومية والانسانية وان نكون جزءاً من اعادة الأمل لأخواتنا واخوتنا وليس تعميق جراحهم”، مشيرا الى ان “مسؤوليتنا جميعاً ان لا ننسى تلك الجريمة البشعة وان نعمل على التعريف بها كابادة جماعية، وبلا شك فلن ننسى مواقف الدول التي عرفت تلك الجريمة كابادة جماعية بشكل رسمي.”
واضاف ،رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني ” تمر اليوم تسعة اعوام على جريمة الابادة الجماعية ضد اخواتنا واخواننا الايزيديين ولحد الآن لايزال هذا الجرح ينزف دماً، ولم تتخذ أي خطوة فعلية لتعويض اخوتنا واخواننا الايزيديين، بل يجعلون ضحية الصراعات السياسية وشنكال الحبيبة التي هي مسقط رأسهم باقية كمدينة مدمرة بعد الحرب”.
وطالب بافل جلال طالباني الحكومة الاتحادية “بتنفيذ مهامها ومسؤولياتها القانونية والانسانية تجاه الايزيديين والا تقصر أكثر من ذلك في تعويض الايزيديين واعادة إعمار شنكال”.
وختم طالباني ” تحية إجلال لأرواح الشهداء وضحايا هذه الجريمة التي لن تنسى والمجد لاخواتنا واخواننا الايزيديين الصامدين”.
في الاثناء ، حيا نائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة اقليم كوردستان قوباد طالباني الخميس ، في الذكرى التاسعة للمجزرة التي تعرض لها الايزيديون على أيدي إرهابيي داعش، بإكبار وإجلال ذكرى ضحايا تلك الجريمة المفجعة.
وقال طالباني في بيان تلقى المسرى نسخة منه ، إن” الإيزديين تعرضوا في السابق كذلك إلى مجازر ومظالم كبيرة كانت آخرها إبادتهم من قبل داعش، لكن ما يبعث على الأمل أنهم لم يتركوا لوحدهم في هذه المرة بل نالوا دعم وعطف كل الكورد والمجتمع الدولي والإنسانية”.
وتابع ، أن ما يميز الذكرى التاسعة لهذه الجريمة الكبرى، أنها تزامنت مع انضمام حكومة المملكة المتحدة البريطانية إلى الدول التي اعترف رسميا بمجازر الإيزديين على أنها إبادة جماعية. وهي خطوة كبيرة نحو تحقيق العدالة وحماية الإيزديين في قادم الأيام. أشكر الحكومة البريطانية وكل الدول التي سبق وأن اتخذت هذه الخطوة المهمة.
ودعا الاتحاد الوطني الكوردستاني، في وقت سابق ، إلى إبعاد مدينة سنجار عن الاستغلال السياسي.
وقال في بيان بالذكرى التاسعة لجريمة الابادة الجماعية التي تعرضت لها المدينة إنه “بالرغم من الجهود الكوردستانية المتواصلة بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية، والتعاون مع الأحزاب السياسية الكوردستانية والعراقية لمحو آثار الجريمة، إلا أن جراحها لم تندمل بعد”، مبينا أنه “رغم التحرر من قبضة داعش، لم تصل يد الإعمار الى تلك المناطق، ويعيش عدد كبير من المواطنين الكورد الايزديين داخل المخيمات والمجمعات، حياة الهجرة وفي وضع يرثى لها.
وأضاف أنه “بعد طرد داعش من تلك المناطق، تم تحرير الكثير من الأسرى والسبايا، ولكن مازلنا أحوج ما نكون الى تكثيف الجهود لتعقب مصير المغيبين حتى الآن”.
ولفت الى أن “حماية سنجار وأطرافها من المخاطر والتهديدات، هي مسؤولية جميع الأطراف، ويجب ألا يتم التعامل مع هذا الملف كورقة ضغط سياسية، مع وضع حد لمآسي أهلنا في إيزيدخان، بعد مرحلة الانسحاب المعيب والتقصير الوطني”.
من جانبه ، شدد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الخميس ، بالقول “لن تخلد سلطة للراحة، ولن يستريح ضمير ولن تطمئن نفس، مالم يحاكم مجرمو العصر وتعاد المختطفات وتسترد الحقوق”.
واضاف الرئيس رشيد في تغريدة على “تويتر ” بمناسبة ذكرى جريمة ابادة الايزيديين السنوية التاسعة ” نواصل تكثيف الجهود للبحث عن مصير المغيبات في اقبية السبي الداعشي”.
وأعلن عدد من الشخصيات السياسية والحزبية في سنجار، عن تشكيل تنسيقية جديدة تحت عنوان ” تنسيقية سنجار للمكونات والقوى الوطنية” بمشاركة ممثلين عن مختلف الأطراف والأحزاب السياسية.
وقالت التنسيقية في بيانها التأسيسي إنه” بناء على تطور الأحداث التي يشهدها قضاء سنجار، والحاجة الماسة إلى توحيد جهود كل أبناء المنطقة من القوى المجتمعية والسياسية، بهدف ترسيخ الاستقرار والتعايش السلمي في المنطقة، وسعيا إلى تشجيع النازحين الايزيدين ومن كل مكونات سنجار، على العودة وإنهاء سنوات النزوح المريرة التي عاشها أبناء سنجار في مخيمات النزوح بعد ما تعرضوا له من أقسى أنواع الانتهاكات والإبادة الجماعية على يد أكثر التنظيمات وحشية في العصر الحديث، والتي بدأت في آب. 2014 ولم تنتهي حتى الآن، وبهدف مساعدة الحكومة العراقية، والمنظمات الدولية، على الإسراع بإعادة إعمار سنجار وتثبيت حالة الاستقرار الأمني والسياسي والمجتمعي قررنا نحن القوى المجتمعية والسياسية في سنجار، تأسيس (تنسيقية سنجار للمكونات والقوى الوطنية).
وأضافت أن “التنسيقية ” تهدف إلى تحقيق أهداف أساسية خلال المرحلة الراهنة، أبرزها المساهمة مع الحكومة العراقية والمجتمع الدولي على إيجاد الحلول اللازمة لتشجيع النازحين على العودة إلى سنجار، وتجاوز العقبات التي كانت تحول دون ذلك في المرحلة السابقة، فضلا عن المساهمة في تثبيت ودعم الاستقرار في سنجار، من خلال دعم العائدين، والذين ساهمت عودتهم المتزايدة في إعادة الحياة إلى سنجار، وعودة مقومات الاستقرار بشكل كامل في المنطقة”.