أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، أن الإرهاب الذي اجتاح المناطق قرب سنجار، والقرى الآمنة في كوجو ومجاوراتها وارتكب الفظائع كان من صنع دول وجهات منحرفة، تورّطت بهذه الجريمة الغادرة، وأرادت بالعراق السوء.
وقال مكتبه الإعلامي في بيان اطلع المسرى عليه إن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني رعى حفلاً استذكارياً، أُقيم في العاصمة بغداد بمناسبة الذكرى التاسعة لجريمة إبادة الإيزيديين على يد عصابات داعش الإرهابية”، مشيرا في كلمة ألقاها بالمناسبة الى ” الجريمة البشعة والفظائع التي مارسها الارهاب بحق المكون الايزيدي، والمكونات العراقية الاخرى، وراح ضحيتها الآلاف في جرائم يندى لها جبين الإنسانية”.
كما حيّا بطولات القوات الأمنية بكل صفوفها، في مقارعتها الإرهاب وهزيمته وملاحقة فلوله، مستذكراً شهداء العراق من المكون الايزيدي وكل شهداء العراق، لافتا إلى إجراءات الحكومة لإنصاف المواطنين الإيزيديين العراقيين، بضمنها تفعيل قانون الناجيات الإيزيديات ومعالجة تمليك أراضيهم المتوقف منذ 48 سنة، والتوجيه بتسهيل صرف التعويضات الخاصة بالمتضررين وتشجيع النازحين على العودة الى مناطقهم وتهيئة الظروف الإنسانية لذلك”.
كما وتطرق السوداني في كلمته إلى أن ” العراقيين واجهوا الإرهاب، وحصد منهم أرواحاً زكية، وتعرّضت أطيافهم، ومنهم الايزيديون الأصلاء الى هجمات وحشية، وقدّموا أكثر من 5 آلاف شهيد وشهيدة، وآلاف الأيتام والمفقودين”، مشيرا إلى أنه “في مثل هذه الأيام، قبل تسعة أعوام، اجتاح الارهاب المناطق قرب سنجار، والقرى الآمنة في كوجو ومجاوراتها، وارتكب الفظائع، وشرع الدواعش في زرع المقابر الجماعية، على خُطى النظام الدكتاتوري المقبور”.
وأضاف أن “العراقيين انتفضوا جميعاً، حين مسّ الضر إخوانهم الإيزيديين، وباقي المكوّنات التي واجهت الإرهاب”، منوها إلى أن ” الحكومة عملت منذ يومها الأول بتفعيل قانون الناجيات الأيزيديات”، مشيرا إلى ان “كل جريمة واعتداء على إمرأة إيزيدية عراقية حرّة، هي صرخة في ضمير الإنسانية، وإدانة لكل من ساند الإرهاب، قولاً أو فعلاً أو تخادماً”.
واكد رئيس الوزراء في كلمته أن “دول وجهات منحرفة، تورّطت بهذه الجريمة الغادرة، وأرادت بالعراق السوء، لكن خاب فألهم، حيث لا يزال إخوانكم في القوات المسلّحة بكلِّ صنوفها، يواجهون الإرهابيين ويلاحقونهم أينما وجدوا أو اختبأوا”.
كما وتطرق السوداني في كلمته حول مشكلة تمليك أراضي الإيزيديين وقال إن “الحكومة انهت مشكلة تمليك الأراضي السكنية والدور لساكنيها من الطيف الأيزيدي، بعد أن أهملت هذه القضية منذ عام 1975، وشجعنا النازحين على العودة الى ديارهم، وتهيئة الظروف الإنسانية لهم، وأن الجهد الخدمي والهندسي وفرق البحث الاجتماعي تحركت لتقديم الخدمات لهم في مناطقهم”، منوها إلى ان “العمل مازال جارياً على فتح المقابر الجماعية، والبحث عن المختفين والمغيّبين قسراً، ولا زالت الأجهزة الأمنية والمختصة، تقتفي أثر كلِّ غائب أو مفقود، وتعمل على تحرير كلِّ مختطف”.
كما وأشار السوداني إلى “إدراج صندوق إعمار سنجار وسهل نينوى في موازنة السنوات الثلاث، والتوجيه بتسهيل إجراءات صرف التعويضات الخاصة بالمتضررين من ذوي الشهداء والجرحى وتعويض الممتلكات”، مؤكدا أن كوجو ستعود زاهية في مشروع متكامل لبناء القرية بكامل خدماتها المدنية”.
وبين رئيس مجلس الوزراء في كلمته أن “مجلس الوزراء قرر اعتماد الاربعاء الأول من شهر نيسان، عطلة رسمية للإيزيديين، دعماً للوجود الثقافي الثري، الذي يضيف لثقافتنا العراقية الواسعة، وان ما تقدمه الحكومة في هذا الصدد، ليس منّة ولا تكريماً، بل تثبيت للحق وأداء للواجب، وإرساء لقواعد المساواة وإغاثة المظلوم، وان كل من يتعمد الإساءة للأديان والكُتب المقدّسة، ظنّاً منهم أنَّ الطريق سهلٌ لإثارة الفتن، وهم مشبوهون في أغراضهم وأهدافهم، هم ومن يقفُ خلفَهم.”.