أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت، أن أكثر من 60% من الشعب العراقي هم دون 25 عاماً، بما يجعله واحداً من أكثر الشعوب شباباً، فيما شدد على عدم تردد الشباب في العمل بالقطاع الخاص، سواء أكانوا مستثمرين أم موظفين .
وقال السوداني في كلمة له خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني لحوار الشباب، الذي عقد في جامعة بغداد وتابعه المسرى “أبارك لكم جهودكم في عقد هذا المؤتمر الذي يمثل خلاصة أفكار، لفريق من الشباب من 15 محافظة، عمل طيلة شهرين على بلورة مجموعة من المقترحات”، مؤكدا أن ” أكثر من 60% من الشعب العراقي هم دون 25 عاماً، بما يجعله واحداً من أكثر الشعوب شباباً، وأن مؤشرات ابتعاث الطلبة، في الجامعات الأجنبية المتقدمة، تؤكد أن الطالب العراقي يحصل دوماً على أعلى المراتب، ويتميز عن باقي أقرانه بالاجتهاد والتفوق.”.
وأضاف أن ” البلد كان يفتقد للبرامج الناضجة في توظيف طاقات الشباب بالاتجاه الصحيح، في حين أن فقد العراق الكثير من أبنائه الشباب في الحروب العبثية، وبعد تعرض البلد للحصار، هاجر الكثير من شبابنا، لنفقد طاقات احتضنتها دول المهجر”، لافتا إلى أنه “بعد تغيير النظام، ظلت الفلسفة الإدارية التقليدية الموروثة من الأنظمة السابقة هي المتحكمة بالخطط العامة للدولة”.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن ” الفلسفة في السابق كانت تقوم على فكرة التوظيف الحكومي، وتتجاهل التشجيع على العمل في القطاع الخاص، الذي يمثل اليوم الركن الأساس في إدارة الاقتصاد”، منوها إلى أن “الكثير من الدول النفطية، التي تتشابه معنا في الاقتصاد الريعي، أحست بخطورة الاعتماد على الاقتصاد الأحادي، واتجهت نحو استثمار طاقات وابتكارات الشباب في القطاع الخاص، وبالتالي المطلوب من الشباب ألّا يترددوا في العمل بالقطاع الخاص، سواء أكانوا مستثمرين أم موظفين بخبراتهم أم عاملين”.
وتابع السوداني أن “الحكومة اهتمت منذ بداية عملها بالنهوض بالقطاع الخاص، فضلاً عن إقرار قانون الضمان الاجتماعي الذي ساوى بين العاملين في القطاع الخاص والعاملين في القطاع الحكومي، وأطلقنا العديد من المبادرات الخاصة بالشباب، ومنها مبادرة ريادة التي وصلت إلى مراحل متقدمة في التسجيل والتدريب، فضلاً عن رفع رؤوس أموال المصارف الخاصة بالمشروعات المدرّة”، مشددا أننا “لن نفرّط بأي خطة أو برنامج لتمكينكم، وهذا ما وضعنا له الكثير من الأساسات في برنامجنا الحكومي الذي يمثل الشباب، ورعايتهم واحدة من أهم الأولويات، وأن بوابنا مفتوحة أمام كل أفكاركم ومقترحاتكم وستجدون مني اهتماماً شخصياً بكل ما تقدمونه، حيث ستجد أفكاركم ومقترحاتكم طريقها إلى التنفيذ. ما دمنا نجد فيها ما يدفع باتجاه تطبيقها”.
ونبه رئيس الوزراء في كلمته “جميع الشباب في الحفاظ على أنفسهم من مخاطر الانحرافات الفكرية أو من الآفات والسموم الخطيرة، كالمخدرات وغيرها، التي صارت تأتي بعناوين شتى، لأن الذهاب في هذا الطريق سيجعلنا نفقد أهم شريحة في المجتمع، فضلاً عن الآثار الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة لها”، مؤكدا أنه وجه مجلس الوزراء بعقد جلسة استثنائية في يوم الشباب العالمي الذي يوافق 12 آب لمناقشة الأفكار والمقترحات التي تقدم بها الشباب خلال المؤتمر”.