أعلن الباحث والأكاديمي الدكتور جميل الحسناوي أن مشاكل العراق مع دول الجوار لا تعد ولا تحصى، وأبرزها تجاوز الحدود.
وقال الحسناوي خلال مشاركته في برنامج حوارات الذي يعده ويقدمه الزميل سوران الداوودي ويُبث على شاشة قناة المسرى إن ” القوات التركية دخلت الحدود العراقية حوالي 60 كيلومترا، والكويت في عام 1991 ما يقرب من 45 كيلومترا ومن ثم أصبحت 50 كيلو مترا”، مبينا أنه ” توجد هناك بعض الإشكاليات مع إيران ايضا سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية ، وكذلك مع الأردن من ناحية دخول المواطنين العراقيين إلى أراضيها وأيضا موضوعة اخذ النفط العراقي بأسعار مدعومة، وسوريا التي تعاني داخليا من مشاكل سياسية وطائفية، كله بالتاكيد ينعكس سلبا على الوضع العراقي داخليا ودوليا “.
إشكاليات متعددة
وأضاف الحسناوي أنه ” بسبب تلك الإشكاليات كان يفترض بالعراق أن يقوم بتدول بعض منها، سيما المشكلة الكبيرة منها ، وهي قضية المياه والجفاف الذي حصل بالعراق، نتيجة عدم استلام العراق لحصصه المائية المقررة “، لافتا إلى أن ” الجغرافية العراقية لم تثبت نهائيا عند تشكيل الدولة الحديثة عام 1921، وبالتالي بسبب الحروب المتكررة التي مرت بها البلد وأخطاء النظام السابق في التعامل مع دول الجوار تآكلت الحدود العراقية لصالح تلك الدول”.
طريق واضح
وأشار إلى أن “الحكومات المتعاقبة على الحكم بعد عام 2003 لم تجد طريقا واضحا للتعامل مع هذه الإشكالية، لأن البلد كان تحت طائلة البند السابع، ولم يكن يحق له تدويل القضية أو رفع شكاوى تؤخذ بعين الاعتبار من قبل مجلس الأمن الدولي، وبالتالي ضاعت الحدود العراقية،”، علما ان تلك القضايا تاخذ وقتا كبيرا للتحقيق فيها وحلها وربما لعشرات السنين .
وبين الدكتور الحسناوي أن “الحكومات لا تعتمد ستراتيجية ثابتة، كل حكومة تأتي لها رؤية معينة، بمعنى أن الحكومات تأتي لتحسين وضعها السياسي والاقتصادي داخليا فقط، أو الاستحواذ على أكبر عدد من المناصب الحكومية، ولا تهتم بالقضايا الرئيسة التي يعاني منها العراق، وعلى رأسها قضية الحدود “، مؤكدا ان ” الحكومات بعد عام 2003 كانت كلها حكومات ضعيفة بإملاءات أميركية بحدود 70% ، والـ 30% المتبقية هي لإملات الدول الأخرى ، لذلك هذا التداخل والتضارب في الاجندات الخارجية أحدث سياسيات غير متفقة حول شكل الجغرافية والسياسة العراقية، وعليه أحدث نوعا من التنازلات للدول الأخرى لمجرد البقاء على كرسي السلطة إن صح التعبير، بدليل عدم حل قضايا الحدود والمياه والنفط والكهرباء”.
الهوس بالسلطة
ونوه الحسناوي إلى أن ” حكومة السوداني هي الأولى التي وضعت ميزانية لثلاث سنوات معا، كخطة لثلاث سنوات قادمة، وهذا يدل على ان ستراتيجيات الحكومات السابقة كانت مهووسة بالسلطة قبل أن تكون مهووسة بجغرافية العراق والحفاظ عليه وتنميته، ودون شك أنها فشلت في حل إشكالات الجغرافية العراقية”، لافتا إلى أنه ” حتى مجلس النواب يفتقد إلى كتلة نيابية معارضة حقيقية مثل برلمانات الدول الديمقراطية، أي حتى البرلمان اصبحت محاصصاتية، بمعنى أن المكوناتية أصبحت تبحث عن مصالح مكوناتها فقط وليس مصلحة البلد ككل وهذه تعتبر إشكالية كبيرة في إدارة الدولة”.