المسرى .. متابعات
محمد البغدادي
العراق يمتلك مياهًا جوفية كبيرة في المناطق الجبلية والسهلية والصحراوية، أما المناطق الجبلية تمتلك المياه العذبة، وهي لا تبعد كثيرًا عن سطح الأرض. أما المناطق السهلية فمصدر المياه الجوفية هو نهري دجلة والفرات، أما المناطق الغربية فتمتلك مياهًا صالحة للشرب والزراعة، أما سكان الصحراء فإنهم يعتمدون على مياه الآبار بصورة واضحة.

مؤخرا ، حذرت مجموعة من المنظمات الأجنبية العراق من “قرب نفاد” المياه الجوفية المخزنة في أراضيه اذا ما استمرت عمليات استثمارها دون رادع او تخطيط مسبق.
وذكرت شبكة /الدي دبليو الألمانية /عبر تقرير تابعه المسرى ، اليوم الاربعاء ، ان ” دولا عربية عديدة واهمها العراق “لا تراقب” مستويات مياهها الجوفية ولا تملك الأدوات التي تمكنها من معرفة كميتها وما يتم الاستحواذ عليه منها عبر الابار التي يستخدمها المواطنون”.
وأكدت الشبكة ، نقلا عن الباحثة في معهد التنمية المستدامة الألمانية انابيل هورديت، ان “المياه الجوفية هي مورد “يمكن استخدامه لمرة واحدة فقط، حيث تم جمعها عبر الاف السنين ولا يجوز استخدامها الا ضمن دراسة مسبقة تضمن تعافي نسبها”.

وأكد مدير مركز التغير المناخي في معهد واشنطن للدراسات محمد محمود ، نسبة للتقرير ، ان ” العديد من الدول العربية ومنها العراق لا تقوم بقياس نسب مياهها الجوفية، مبيناً ان الأردن والعراق من بين اكثر البلدان تأثرا بعمليات استغلال المياه الجوفية نظرا لعدم وجود دراسات محلية تتابع نسب المياه المخزنة وكمية ما يتم استخدامه منها الان”.
وتابع مدير المعهد الألماني للموارد الطبيعية رامون برنفيوهرر، ان ” المياه الجوفية الموجودة في بعض الدول العربية ومنها العراق والأردن هي “مياه احفورية”، موضحا ان التسمية اطلقت عليها لقدم تاريخ تواجدها تحت الأرض، حيث لا يمكن الاستعاضة عن هذه المياه في حال استغلالها كما هي العادة مع المياه الجوفية في مستوياتها الأعلى والتي يمكن تعويضها عبر الموارد الطبيعية الأخرى”، بحسب وصفه.
وفق منظمة ايسكوا التابعة للأمم المتحدة، ان ” الصور الفضائية التي حصلت عليها من خلال القمر الصناعي غرايس، أظهرت انخفاضا “شديدا” في مستوى المياه الجوفية في الدول العربية ومنها العراق، احد اكثر البلدان تأثرا، موضحة ان “غالب الحقول المائية أصبحت الان تستنفذ بشكل اسرع مما يمكن تعويضه”، بحسب وصفها.

تقرير الشبكة خلص الى ان البلدان العربية واهمها العراق أصبحت معرضة الان لــ”نفاد” مياهها الجوفية بشكل كامل خلال فترة قصيرة في حال استمرت عمليات استغلال المياه على النمط الحالي، مؤكدة “على الرغم من ان تحديد موعد لنفاد المياه الجوفية هو امر صعب جدا، الا ان الأدلة المتاحة حاليا تشير الى انخفاضها لمستويات خطيرة جدا”.
يذكر ، ان البلاد تعاني للعام الرابع على التوالي من الجفاف المستمر نتيجة للارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة منذ عقود، والذي صاحبه غياب للامطار بالإضافة الى تضاؤل حصته المائية من بلدان المنبع لنهري دجلة والفرات خلال السنوات الأخيرة نظرا لانشاء تلك الدول سدودا على منابع النهرين، والذي اقترن بتهالك السدود المحلية للعراق.
ويُعدّ نهريّ دجلة والفرات في العراق الرافدين الأساسيين للمياه السطحية فيها، وبنسبة 100%، ولهذين النهرين تاريخ أسطوري في تنميّة الأراضي، وتوفير المياه الصالحة للشرب، وقيام الصناعة، ويُذكر أنّ النهرين ينبعان من تركيا، ثمّ يلتقيان في شط العرب، ويتدفق نهر دجلة داخل العراق بمعدل 1300 كم، بينما يتدفق نهر الفرات بمعدل 1000 كم داخل الأراضي العراقية.


