المسرى .. متابعات
بعد توقف دام تسعة اعوام،، جاء اعلان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، من صلاح الدين، عن اعادة المواد المسروقة من مصفى بيجي الى المصفى مدويا في تصريح حاز على صدى واسع في الاوساط العراقية، حيث تعددت ردود الفعل وكُشفت العديد من الخفايا حول الطريقة التي تمت بها عملية السرقة ومن تعاون لإعادتها ايضا.
تفاصيل الإستعادة.. مواطن “غيور” وشخصيات مسؤولة
رئيس الوزراء صرح حول التطلعات العراقية بخصوص الشأن الاقتصادي والتي تعد، اعادة المصفى للعمل مجددا، واحدة من الخطوات المهمة نحو غلق باب الاستيراد للمشتقات النفطية.
وخلال زيارته لمدينة بيجي في صلاح الدين، اكد السوداني أن الحكومة تمكنت من استعادة المعدات المسروقة من المصفى بمساعدة جهات رسمية وغير رسمية، فيما تحدثت شخصيات سياسية عن ضلوع مواطن” غيور” بإعادة المواد بعد أن كانت المواد موزّعة بين ساحات المعدّات القديمة والمواد الصناعية في إقليم كردستان العراق.
رئيس لجنة الطاقة النيابية، هيبت الحلبوسي، كشف التفاصيل مشيراً إلى أن فتوى من مكتب رجل الدين علي السيستاني، وأخرى من مكتب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، كان لهما دور مهم في عودة المعدات إلى الدولة.
ووفق النائب الحلبوسي فإنه كان وسيطاً بين الحكومة العراقية، والشخص الذي كانت معدات مصفى بيجي المسروقة بحوزته، وأن مكتب السيستاني أفتى بوجوب عودة تلك المعدات كما فعل أيضاً «مكتب الصدر.
وبين أن «تاجراً كوردياً توفي عام 2019، كان قد اشترى تلك المعدات دون أن يعلم بأنها مسروقة، وقد أوصى شقيقه بضرورة إعادتها إلى الدولة موضحاً أن “قبل 4 أشهر، اتصل بي أحد الأصدقاء، وقال إن هناك شخصاً يريد مقابلتي، وتم ذلك بالفعل بعد عودتي من السفر، وحدثني عن تفاصيل كثيرة (عن معدات المصفى) لست مخولاً بكشفها، لكنه تاجر معروف من الأخوة الكرد، وهو شقيق الشخص الذي اشترى المعدات، والذي توفي عام 2019”.
وأضاف: “جاءني هذا الشخص وحدثني عن تفاصيل قضية معدات مصفى بيجي، وزوّدني بكامل تفاصيل شراء المواد من عام 2016 إلى عام 2019، بما في ذلك صور للمواد بأدق التفاصيل، ومستندات شراء، وجداول الشراء، بالإضافة إلى (فلاش ميموري) تحوي صوراً لعمليات النقل وأجزاء المصفى، وهو قد اشتراها بحرّ ماله. المواد كانت وصلت إلى أربيل وهو اشتراها من هناك بأمواله، وكانت المواد مخزنة في جملونات (حاويات الصفيح) طيلة السنوات السبع الماضية، وعليها حراسة وإدامة دورية، وللأمانة هناك بعض الصمامات تم لفها بأكياس لمنع دخول الأتربة إليها”.
وزاد: المشتري الرئيسي كان “قد ترك وصية مكتوبة، تنص على ضرورة إعادة المعدات إلى الدولة، ولذا فإن شقيقه الذي تواصل معي ومع رئيس الوزراء كان يريد إعادة المعدات تنفيذاً للوصية، وليس بيعها للدولة، وقال بالحرف: هذه المواد نحن اشتريناها، وعندما قمنا بذلك في البداية لم نكن نعلم ما هي، وعندما وجدنا وصية أخي لم نستطع التصرف فيها، ولم يكن أمامنا سوى تنفيذ الوصية”.
وحسب نائب الحلبوسي فإن “الشخص الذي أعاد المعدّات، أخبر السوداني أنهم رفضوا عرضاً من إحدى الدول (لم يسمّها) لشراء تلك المعدات وتسهيل تهريبها إلى تلك الدولة المعينة، لكنهم رفضوا تنفيذاً للوصية”.
النفط تكشف نوع المعدات المستردة
وزارة النفط بينت انه جرت استعادة معدّات مهمة للغاية وحاكمة ومصنّعة خصيصاً لمصفى الشمال في بيجي بعد أن فُقدت إبّان سيطرة عصابات داعش والتي كانت يمكن أن تكلف العراق ملايين الدولارات ولو تم طلبها فستحتاج سنوات لتصنيعها.
وتابع البيان، أن “المواد المستعادة متنوعة وكثيرة، واشتملت أبرز القطع المستعادة على؛ كابسات لوحدة تحسين البنزين، ألمانية الصنع، وكابسات هايدروجينية، وأخرى هيدروليكية، ومضخات لوحدات التكرير، ومحركات كهربائية فائقة الجهد، ومنظومات تزييت، وصمامات ومكاسر تُربط مع الخزانات، وعدد كبير من معدات السيطرة والنظم والآلات الدقيقة”.
مشاريع تأهيلية خطوة بإتجاه اعادة المصفى الى العمل
في الوقت هذا حددت لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية النيابية موعد اعادة مصفى بيجي الى الخدمة بالقول أن هناك مشاريع تاهيلية ستكون هي الخطوة الاولى امام اعادة مصفى بيجي الى العمل مجددا بطاقة انتاجية تصل الى 150 الف برميل في اليوم الواحد” مما يغلق الباب امام استيراد المشتقات النفطية مرة واحدة وللابد.
قد يغلق باب الاستيراد.. مصفاة بيجي تعود الى الحياة “بتعاون مواطن”

