المسرى .. متابعات
أكد عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية، ثائر الجبوري، الاحد، أن “هناك ضعف بالتفاوض وكذلك الجانب العسكري امام تركيا، وهو مادفع انقرة لبناء العديد من السدود على الانهار، ماتسبب في شح المياه الواصلة الى العراق”.
وكشف الجبوري في تصريح صحفي ، عن ” وصول مستويات خزين العراق من المياه الى المستوى الميت، عازيا ذلك الى ضعف المفاوض العراقي امام تركيا وعدم توجه وزارة الخارجية نحو تدويل القضية امام المجتمع الدولي”.
وأشار الى أن “مسألة الجفاف وانخفاض المناسيب بشكل كبير سبق وان تم التحذير من حدوثه قبل اكثر من عام”.
وتابع عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية ، أن “سد الجزرة وفي حال تم انشاء هذا السد فأن نهري دجلة والفرات لن يكونا موجودين، في وقت وصل فيه العراق الى مستوى الخزين الميت بسبب استمرار مستويات المياه بالانخفاض جراء السياسات التركية والتجاوز على الحقوق المائية للعراق”.
مؤخرا أعربت وزارة الموارد المائية عن أملها بأن تسهم زيارة الرئيس التركي بتعزيز الوضع المائي للعراق وزيادة إطلاق الحصص المائية له، كاشفة عن تراجع مخزون سدي الموصل وحديثة بمقدار ستة مليارات م3، مقارنة بالمدة ذاتها من العام الماضي.
وقال الوزير عون ذياب عبد الله في تصريح صحفي: إنه برغم اللقاء الذي جمعه مع السفير التركي رضا كوناي، بشأن الوضع الخطير الذي يمر به العراق من جفاف الأنهار ومطالبته بتحقيق الاتفاق الذي تم بعد زيارة وفد البلاد الفني إلى تركيا وتحديد الكميات التي كان يتوجب اطلاقها في الأول من تموز الماضي، بيد أنه وحتى الآن، لم تسجل الوزارة أي تغيير في الواردات المائية والتي بقيت على معدلاتها السابقة البالغة 230 م3/ثا.
وجددت ممثلة منظمة اليونيسيف في العراق ساندرا لطوف، دعمها للحكومة الاتحادية لمواجهة شح المياه.
وذكرت لطوف، في تصريح تابعه المسرى ، ان “الحكومة لا تستطيع لوحدها أن تعمل كل الخطوات اللازمة لمواجهة خطر الجفاف، والمنظمة جاءت لدعمها استراتيجياً ومعنوياً وإعطائها كل الخدمات المتوفرة كمنظمة يونيسيف وشركائها”، موضحة أن “اليونيسيف كانت موجودة وحاضرة منذ عشرات السنين في بغداد، ولديها الكثير من المشاريع بما يخص المياه من تعقيم وترشيد وبناء قدرات المختصين”.
ودعت ممثلة منظمة اليونيسيف ، جميع الوزارات والمختصين إلى “سماع الآراء واتخاذ التدابير اللازمة لعمل خارطة طريق واضحة للجميع للسير عليها”، لافتة الى “استعداد منظمة اليونيسيف وشركائها على دعم خطوات الحكومة لمواجهة شح المياه بكل ثبات”.
وتعاني اغلب محافظات البلاد من الجفاف الذي تسبب بفقدان البلد للثروة السمكية ونفوق عدد كبير من المواشي في محافظات الوسط والجنوب، بسبب الازمة المائية التي تتسبب بها تركيا في العراق، وعلى الرغم من كثرة الأمطار التي هطلت خلال الشتاء الفائت، قياسا بمواسم الجفاف الثلاثة الماضية وما خلفتها من تأثيرات كارثية على مواسم الزراعة والبيئة بشكل عام في البلاد، فلا تزال بلاد الرافدين تعاني من أزمة جفاف وتصحر.
ويقول المحلل البيئي صباح العكيلي للمسرى: إن “الجانب التركي يتنصل عن اطلاق حصة العراق من المياه وهذا يؤثر على جانب مهم جدا وهو الجانب الصناعي والزراعي المتمثل بجانب مهم وهو الثروة السمكية “.
واضاف، ان “ازمة المياه اثرت بشكل كبير على الثروة الحيوانية وبشكل خاص الثروة السمكية”.
من جانبه، اوضح المحلل السياسي مهند عبد الرحيم للمسرى، ان “نقص المياه وعدم الاطلاقات المائية من قبل الجانب التركي يشكل عبئا على الاقتصاد العراقي، لان العراق يتضرر من الجانب الزراعي، الامر الذي بجبر البلاد الى استيراد المحصولات الزراعية من دول اخرى”.
واشار عبد الرحيم الى ان “المشكلة الاخرى التي تسبب بها نقص المياه هي مشكلة الثروة السمكية التي كان العراق يعتمد عليها بشكل كبير ولها مواسم”.