المسرى .. هناء رياض
منذ فترة ومواقع التواصل الاجتماعي في البلاد تحفل بشبه حربٍ باردة بين معسكرين ، المعسكر المدني المدافع عن الحقوق الفردية للمواطن , والمعسكر المحافظ والمتمثل بالاحزاب الاسلامية وجمهورهم ، والمناهضين بقوة لبعض الممارسات الفردية والتي يرون انها دخيلة وهادمة للمجمتع وأسسه الاخلاقية ..
الجندر ومايحتويه هذا المفهوم من تفاصيل كانت ارضاً خصبة لتلك المعركة التي احتدمت رحاها داخل مجلس النواب ، حتى دفعت بمطالبات مكثفة لأجل اقرار التعديل المقترح على قانون مكافحة البغاء رقم 8 لعام 1988 ، على اعتبار انه غفل عن بعض الممارسات التي لم تكن واضحة المعالم ولامنتشرة كما هي اليوم , ومنها تبادل الزوجات والمثلية الجنسية .
وعن مفهوم الجندر ، فقد منعت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، استخدام مصطلحات “النوع الاجتماعي” و”الجندر” قبل اسبوع ، وقالت إنها وجهت وسائل الإعلام العراقية باستخدام مصطلح “الشذوذ الجنسي” بدلا من “المثلية الجنسية”، وأشارت الهيئة في بيانها إلى “منع استخدام مفردة النوع الاجتماعي والجندر والمثلية في المخاطبات الخاصة بالهيئة كافة”.
وامتد المنع ليشمل “جميع الشركات الحاصلة على ترخيص من الهيئة لخدمات الهاتف المحمول والإنترنت وغيرها، من الترويج لهذه المفردات من خلال استخدامها في تطبيقاتها وبرامجها”. كما جاء في البيان أن هيئة الإعلام والاتصالات توجه بعدم “استخدام مفردة المثلية الجنسية واستخدام المفردة الحقيقية الشذوذ الجنسي”.
وخلال الأشهر الأخيرة، يجري في البلاد تحرك محموم للوقوف بوجه الشذوذ الجنسي؛ خاصة بعد انتشارها في العالم الغربي بأمريكا وأوروبا، لاسيما في ظل التطورات الأخيرة وإعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة هي “أمة المثليين” وتأكيد دعمه التام للشواذ جنسيّاً.
لماذا التعديل على قانون مكافحة البغاء ..
العراق عمومًا لا يمتلك تشريعات واضحة وصريحة تجاه هذا الملف، حيث إنّ المواد 393 و394 التي تعاقب بالحبس المؤبد ، من واقع أنثى أو لاطَ بذكر دون رضاهم”. أي إنّ هذا التشريع لا يعالج مسألة المثلية الجنسية التي تجري بـ”الرضا” بين الطرفين، أو وجود مواد غير صريحة تعاقب الإتيان بـ”أفعال مخلّة بالشرف”.
ومن أهم التساؤلات التي تُطرح حول القانون المرتقب، هل أنّ المشرع سيعمد إلى “مكافحة الإعلان والتصريح وتنظيم المنظمات والمجتمعات الفئوية الشاذة في العراق”، أم أنه سيعمد إلى جعل “الإبلاغ” عن هذا السلوك وتقديم الأدلة عليه لمحاكمة أطرافه أمام القضاء..
هذا وجاءت القراءة الاولى لمشروع تعديل قانون مكافحة البغاء ، داخل مجلس النواب ، اثناء الجلسة الاخيرة لمجلس النواب ، والذي صيغ في ختامه انه جاء انسجاما مع الفطرة الإنسانية والطبيعة البشرية التي خلق الله الانسان عليها من ذكر وانثى وحفاظا على كيان المجتمع العراقي من الانحلال الخلقي ودعوات الشذوذ الجنسي التي غزت العالم ولخلو التشريعات العراقية من العقاب الرادع لافعال الشذوذ الجنسي ومن يروج لها
دول اسلامية وتشريعاتها حول المثلية