اقيم في مدينة السليمانية الحوار الوطني الدولي الاول، لمناقشة التغير المناخي والتصحر وشح المياه وتاثيرها على البيئة في العراق.
ويقول رئيس قسم الهندسية المدنية في جامعة كومار بالسليمانية الدكتور اكو رشيد للمسرى: إنه “يناقش في الحوار الوطني الاول في السليمانية مسالة شح المياه والموارد المائية بسبب االتغيرات المناخية وطبيعة بناء السدود في الدول خارج حدود العراق، خاصة تركيا وايران وتاثيرها على شح المياه وتثيرها بشكل جدي على كميات المياه التي تصل للعراق”.
واضاف، ان “الهدف من هذا الحوار هو ان نجمع بين اصحاب القرار في وزارة الموارد المائية في الحكومة الاتحادية ووزارة الزراعة والموارد المائية في حكومة اقليم كردستان، لمناقشة الية علاج الادارة الامثل للموارد المائية وايجاد الحلول الامثل لها والتفاوض للتوصل الى حل بين الحكومتين الاتحادية واقليم كردستان”.
من جانبه، المدير العام للمركز الوطني لادارة الموارد المائية حاتم حميد، اوضح للمسرى، ان “وزارة الموارد المائية في الحكومة الاتحادية شاركت في المؤتمر الذي اقامته جامعة كومار للعلوم والتكنولوجيا، مشيرا الى ان الحوار او المؤتمر كان الهدف منه مناقشة التغير المناخي وتاثيره على البيئة في العراق”.
وقال حميد: انه “تم طرح كافة التحديات التي تواجه العراق في ادارة الموارد المائية نتيجة تطوير المشاريع في دول الجوار، اضافة الى التغير المناخي وعدد من المشاكل الداخلية التي تؤثر على ادارة الموارد المائية داخل العراق، كما تم طرح العديد من الحلول التي تستند الى الدراسات الاستراتيجية، خاصة الدراسة التي اعدتها وزارة الموارد المائية عام 2014 التي وضعت كافة الحلول على المستويين الخارجي والداخلي والتي من الممكن ان تاخذ بها الحكومة العراقية لغرض تحسين واقع الموارد المائية في العراق”.
اما الدكتور وسام السوداني من مكتب رئيس مجلس الوزراء، يقول للمسرى: إن “الحوار ناقش ازمة التصحر والجفاف في العراق وما يعانيه من ارتفاع درجات الحرارة وتاثير انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات وتاثيره على السكان والثروة الحيوانية والزراعية، مضيفا ان ارتفاع درجات الحرارة نتيجة الوضع العالمي الحالي زاد من الجفاف وان العراق يعتبر من الدول التي سوف تتعرض لازمة الجفاف وزيادة معدلات التبخر في نهري دجلة والفرات”.
وبين، ان “النقاشات مستمرة للتوصل الى حلول موضوعية لمعالجة بعض النقاط التي تقلل من فقدان المياه وحصة العراق من المياه من داخل الحدود العراقية”.
من جهته، اكد المستشار في وزارة الزراعة والموارد المائية في اقليم كردستان رزكار حمد خضر للمسرى، ان “مسالة التغير المناخي وتاثيره على البيئة في المنطقة واضراره على الامن الغذائي في المستقبل والاستهلاك اليومي والنقاط الاساسية يمكن مناقشتها من قبل كافة الاطراف لحل ازمة الجفاف وقلة الامطار وشح المياه ومشكلة الامن الغذائي والمياه وكيفية التوصل الى حل لهذه المشاكل، خاصة وان التغيرات المناخية بدات في الاونة الاخيرة تؤثر تاثيرا ضارا على المنطقة بحيث وصلت تاثيرها الى الوسط والجنوب وتسبب في نقص الانتاج الزراعي اكثر من 40% والحيواني اكثر من 70% وسيؤثر ذلك في المستقبل على حياة المواطنين والمزارعين في القرى والارياف”.
تشيرُ البحوث والدراسات إلى أن حجم المخاطر الاجتماعية المرتبطة بالتغيّرات المناخية التي يشهدها العراق اليوم، بعضها نابع من الأنشطة البشرية المتمثلة بطرح كميات هائلة من الغازات الناتجة عن أنشطة التصنيع المختلفة، ومحروقات الوقود الأحفوري النفط والغاز، وارتفاع معدلات النمو السكاني، وتجريف البساتين والمناطق الخضراء، وبعضها الآخر يرتبط بأنه جزء من العوامل الطبيعية المتمثلة بالغازات الدفيئة حول الأرض، فتحبس حرارة الشمس، مما يؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ، وتُشكل هذه الأنشطة البشرية والعوامل الطبيعية علاقة مترابطة ومتبادلة تؤثر في بعضهما البعض.
تأثر العراق في السنوات الأخيرة بالتغيّرات المناخية خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الشديد في المناطق الجنوبية واشتداد الغبار والعواصف الرملية والهجرة الداخلية، مما يؤشر على تفاقم الأخطار المصاحبة للتغيّر المناخي المتمثلة بالانبعاثات الطبيعية كالبراكين وارتفاع درجة حرارة الأرض، وتغيّر ميلانها، والانبعاثات البشرية المتمثلة بالوقود الأحفوري، وتجريف المساحات الخضراء والغابات، وجفاف الأهوار والمستنقعات، والمعارك والحروب والانفجارات. حيث ستُناقش هذه الدراسة المخاطر المرتبطة بالتغيّرات المناخية على أرض الواقع وكلفة هذه الأخطار على الواقع الاجتماعي، وكذلك سياسات الحكومة العراقية في الاستجابة لآثار التغيّرات المناخية.