المسرى ..
يعيد حدث 31 آب عام 1996 الى اذهان الأطراف السياسية الوطنية العراقية وفي اقليم كردستان حجم الانتهاكات التي قامت بها قوات النظام الصدامي من الحرس الجمهوري والمخابرات والاستخبارات في اربيل بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، حدث مروع استشهد فيه معارضون من مواطني محافظات الوسط والجنوب، الشيعة ومن التركمان، ممن كانوا بحماية الاتحاد الوطني الكردستاني من بطش الاجهزة الامنية للنظام ، حدث ما زال يشكل في الذاكرة المعارضة وللاحرار في اقليم كردستان علامة فارقة في العمل النضالي والسياسي للخلاص من دكتاتورية النظام البائد.
جرى اجتياح اربيل من قبل قوات النظام بدعم ودعوة من الحزب الديمقراطي، ولم يكتف بذلك بل جعل من نفسه دليلا على مقار القوى الوطنية العراقية والكردستانية، افضى الى اعتقال واستشهاد الكثير منهم ومواكبة الاتحاد الوطني خروجه من اربيل الى مناطق كردستان ايران تهيئة للعودة بقوة الى السليمانية، والانطلاق مجددا في العمل المعارض والنضالي.
قوات النظام البعثي دخلت بامر من الرئيس المخلوع صدام حسين بنحو 30 ألف جندي من قوات الحرس الجمهوري المدرعة، كاسرة بذلك الحظر الجوي التي فرضه التحالف الدولي على اقليم كردستان وجنوب البلاد بعد حرب الخليج الثانية عام 1991والسيطرة على اربيل.
أما حجم القوات التابعة للنظام البائد المشاركة في عملية سماها النظام البعثي بـ “آب المتوكل على الله” فكانت:
45 – ألف عنصر من الحرس الجمهوري، 400 – دبابة ومصفحة. – طائرات هليكوبتر هجومية مدفعية ميدان. – فرق إسناد من الجيش (الرابعة والسابعة والثامنة) – قوات تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني.
الأمر الذي أعلنه جهارا طارق عزيز نائب رئيس الوزراء في النظام الدكتاتوري وقتذاك بقوله “إن الحزب الديمقراطي قد قدم طلبا لصدام” ما أعلنه جهارا الحزب الديمقراطي فيما بعد، وفعلا توجهت قطعات الحرس الجمهوري بموجب أمر القيادة العامة من معسكراتها في كركوك وتكريت والموصل وفتحت الطريق نحو السليمانية, وفي يوم 2/9/1996 اقتحمت عناصر من المخابرات العراقية برفقة قوات الحزب الديمقراطي مقار أحزاب الاتحاد الإسلامي الكردي والجبهة التركمانية والمؤتمر الوطني الموحد بزعامة الراحل ( أحمد الجلبي ) واعتقلت الكثير من العناصر وقتلت مجموعة أخرى بمساعدة من قوات الحزب الديمقراطي.
هذه ليس سوى استعادة بسيطة لأحداث وذاكرة تاريخية قريبة جدا لا نهدف من ورائها إلا إلى تنشيط الذاكرة الوطنية والتاريخية والتأكيد على أن التاريخ لا يجامل أحداً وأن الحقيقة تظل هي الأقوى من كل سيوف القمع والتشويه ومعاول الهدم.