وصف الاتحاد الوطني الكردستاني خيانة 31 آب 1996 بأنها وصمة عار في الذاكرة لن تمحوها التبريرات والسرد المضلل للأحداث، وفيما اتهم المسؤولين عن الحادثة بالاستمرار في إذكاء نار الخلافات والتآمر، دعا إلى نبذ إرادة التسلط والسعي لتصحيح مسار عملية الحكم في إقليم كردستان.
وقال المكتب السياسي للحزب في بيان هذا نصه:
بيان المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني في ذكرى خيانة 31 آب 1996 التاريخية
يا جماهير كردستان الأبية
ذوي الشهداء الكرام
قبل سبع وعشرين سنة من الآن وبدعوة ودلالة من قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، احتلت قوات الحرس الجمهوري التابعة للنظام الدكتاتوري البعثي، مدينة أربيل عاصمة كردستان وعاصمة حلم الحرية ومركز المؤسسات السيادية للبلاد، وألحقت أضرارا فادحة ومميتة بالمفاهيم القومية والوطنية التي ستبقى في الذاكرة ولن تنسى.
لم يمر سوى ست سنوت وقد انتفض شعب كردستان ضد ظلم وجور النظام البعثي وتمكن من إستعادة جزء من تراب الوطن، إلا أن الحزب الديمقراطي وبحجج باطلة حول اختلال ميزان القوة في الحرب الأهلية، قامت بإعادة جيش الأنفال والقصف الكمياوي إلى أرض كردستان ومدينة أربيل، وقد استشهد واصيب على إثرها المئات من البيشمركه ومناضلي الاتحاد الوطني الكردستاني وقوى المعارضة العراقية. كما أُسر المئات وغيوا ودنست دبابات ذلك الجيش العنصري هيبة البرلمان المنتخب لشعب كردستان ولطخت تجربتنا في بداية تكوينها.
على الرغم من أن تلك الخيانة كما الخيانات التاريخية لذلك الحزب تعد وصمة عار سوداء في ذاكرة شعبنا وأنها لن تمحى بـالمئات من التبريرات في الخطاب الإعلامي والكتب المحرفة والسرد المضلِل للأحداث، إلا أن الاتحاد الوطني الكردستاني والقوى الكردستانية المسؤولة واستنادا إلى إيمانها بمستقبل شعبنا وأحقية القضية الكردية، واستنادا إلى مبدأ عدم جواز جمود العملية السياسية في بلادنا وتعطيلها، لذا اختارت القوى معا قدر السلام والتفاهم وتجاوزت جراح الخيانة وفعّلت جهودها لحماية ما تبقى من هيبة تجربة شعبنا، وفتحت صفحة جديدة للسلام والعودة لخوض غمار النضال الديمقراطي.
إن سقوط جيش النظام الذي ساهم في كارثة الحادي والثلاثين من آب في عملية تحرير العراق وكذلك كل منجزات شعبنا من الاعتراف الدستوري بإقليم كردستان والنظام الفدرالي هو نتاج صبر وصمود الاتحاد الوطني وحرصه الوطني على مستقبل الكردايتي وسيادة كردستان.
ولكن ما يدعو للأسف فإن الجهة المسؤولة عن خيانة 31 آب بدل أن تتعظ من أحداث التاريخ نراها مستمرة على السياسة الخاطئة نفسها وها هي من جديد وبالنهج الضيق للمصلحة الحزبية نفسه تذكي نار الخلافات والتآمر، إذ كما يبدو فإنها فهمت خطأ الصبر والصمود الواعي للقوى المسؤولة تجاه مستقبل كردستان، لذا فانها الآن أيضا تجرب الذكرى الحادة للتاريخ عبر كيل التهم والتشهير الباطل للقوى الوطنية وفي مقدمتها الاتحاد الوطني الكردستاني وسخرت المال والسلطة والتزوير الإعلامي الهائل لهذ التضليل، بدل أن تحاول تضميد جراح تاريخ الخيانة نهائيا وأن تمحو بسياسة كردستانية صائبة تلك الصفحة السوداء من تاريخها وتاريخ كردستان، إلا أنها متواصلة في محاولة السعي لشرعنة مضللة لتلك الخيانة وتتعامل دون اكتراث مع العملية السياسية ومستقبل شعبنا.
يا جماهير كردستان الأبية
في هذه الذكرى المريرة وبدل نثر الأحقاد والثأر، نريد دوما نمحو الآثار والمخلفات النفسية والمعنوية السيئة لتلك الكارثة القومية وجميع الكوارث نهائيا، ونشدد بحرص على وضع إرادة التسلط جانبا وتثبيت خيار تصحيح عملية الحكم والديمقراطية والعدالة الحقيقية في كردستان. ومن أجل هذه السياسة الوطنية الصائبة مستعدون للنضال والتضحيات بوعي دون الإغفال عن التاريخ الأسود لآب عام 1996 .
في ذكرى ذلك اليوم الأسود ولذكرى جميع شهداء وضحايا شعبنا، تحية لجميع الشهداء الأبطال والأبرار لشعبنا ولا سيما شهداء مقاومة احتلال عاصمة كردستان في يوم 31 آب 1996 الأسود.