المسرى ..
تمر اليوم ذكرى 31 آب المشؤوم، اجتاحت فيه قوات النظام الدكتاتوري مدينة أربيل عام 1996 بدعوة ودعم من الحزب الديمقراطي الكردستاني، استشهد وجرح واعتقل فيه العشرات من معارضي الحركة الوطنية والإسلامية العراقية من الشيعة والتركمان الى جانب مواطني كردستان ومن مقاتلي الاتحاد الوطني الكردستاني ومقارهم، فقد مثل الحدث طعنة في الظهر لكل القوى والأطراف الكردستانية والعراقية.
وشكل حدث الـ 31 من آب صدمة لابناء الحركة الوطنية العراقية والقوى الكردستانية، حين تعرضت مؤسسات الإقليم الدستورية والشرعية المنتخبة الى احتلال وانتهاكات صارخة في ذلك اليوم، دانها العالم اجمع ووضع نقاط استفهام خطرة تتعلق بحالة حقوق الانسان وقمع المعارضين للنظام الصدامي بمعية من دعاه الى احتلال اربيل بمختلف القوات العسكرية والاجهزة الامنية المختلفة وصنوف الدبابات والدروع خاصة وان المجتمع الدولي قد فرض للتو خطوط عرض لحماية المدنيين من تعديات النظام الفاشي في منطقة كردستان.
وتبع الحدث المشؤوم تعطيل واضح للبنية السياسية والاقتصادية في الاقليم وتداعياته النفسية على ابناء شعب كردستان خاصة انه مر بمرحلة حرجة كانت فيه كردستان العراق تعاني من دمار النظام الدكتاتوري لمدن كردستان وقراها ونواحيها المهدمة بعمليات الانفال سيئة الصيت وحجم المؤنفلين وشهداء المقابر الجماعية ومرضى القصف الكيمياوي والمعوزين كون النظام الدكتاتوري سحب اداراته بعد فرض خطوط العرض من قبل المجتمع الدولي.
وجرى اجتياح اربيل من قبل قوات النظام بدعم ودعوة من الحزب الديمقراطي، ولم يكتف بذلك بل جعل من نفسه دليلا على مقار القوى الوطنية العراقية والكردستانية، افضى الى اعتقال واستشهاد الكثير منهم ومواكبة الاتحاد الوطني خروجه من اربيل الى مناطق كردستان ايران تهيئة للعودة بقوة الى السليمانية، والانطلاق مجددا في العمل المعارض والنضالي.
قوات النظام البعثي دخلت بامر من الرئيس المخلوع صدام حسين بنحو 30 ألف جندي من قوات الحرس الجمهوري المدرعة، كاسرة بذلك الحظر الجوي التي فرضه التحالف الدولي على اقليم كردستان وجنوب البلاد بعد حرب الخليج الثانية عام 1991والسيطرة على اربيل.
أما حجم القوات التابعة للنظام البائد المشاركة في عملية سماها النظام البعثي بـ “آب المتوكل على الله” فكانت:
45 – ألف عنصر من الحرس الجمهوري، 400 – دبابة ومصفحة. – طائرات هليكوبتر هجومية مدفعية ميدان. – فرق إسناد من الجيش (الرابعة والسابعة والثامنة) – قوات تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني.
الأمر الذي أعلنه جهارا طارق عزيز نائب رئيس الوزراء في النظام الدكتاتوري وقتذاك بقوله “إن الحزب الديمقراطي قد قدم طلبا لصدام” ما أعلنه جهارا الحزب الديمقراطي فيما بعد، وفعلا توجهت قطعات الحرس الجمهوري بموجب أمر القيادة العامة من معسكراتها في كركوك وتكريت والموصل وفتحت الطريق نحو السليمانية, وفي يوم 2/9/1996 اقتحمت عناصر من المخابرات العراقية برفقة قوات الحزب الديمقراطي مقار أحزاب الاتحاد الإسلامي الكردي والجبهة التركمانية والمؤتمر الوطني الموحد بزعامة الراحل ( أحمد الجلبي ) واعتقلت الكثير من العناصر وقتلت مجموعة أخرى بمساعدة من قوات الحزب الديمقراطي.