في يوم واحد وبفارق ساعات معدودة، يفجع العراقيون برحيل شاعر كبير ومطرب عظيم للأغنية العراقية , كريم العراقي الذي غادرنا بهدوء قل نظيره , داخل احدى مستشفيات ابو ظبي , اثر اصابته بمرض السرطان , والذي آثر ان يقاومه كأي محارب لايخضع للعدو ..
اما ليل البنفسج بعد رحيل الفنان ياس خضر وهو ثالث اعمدة الغناء العراقي , بعد مظفر النواب والملحن طالب القرغولي , فقد تحول لليل بارد طويل والبنفسج بلا عطر ولارحيق ..
المبدعون العراقيون يغادرون بهدوء بين غربة واهمال
كريم العراقي ..
من مواليد فبراير 1955 ، شاعر وإعلامي واديب
ولد في محلّة الشاكرية في كرادة مريم في صَوب الكرخ ببغداد، حاصل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد.، بدأ الكتابة والنشر منذ كان طالبًا في المدرسة الابتدائية ، تنوعت اهتماماته بين كتابة الشعر الشعبي والأغنية والأوبريت والمسرحية والمقالة
أما في مجال كتابة الأغنية فكانت البداية عام 1974 في أغنيتين للأطفال ، ثم قدم العديد من الأعمال الناجحة مثل (دار الزمان ودارة) لسيتاهاكوبيان وأغنية (جنة جنة) للفنان رضا الخياط و(يا أمي) لسعدون جابر وغيرها الكثير ,
بدأ العراقي بكتابة اناشيد الاطفال ومنها انطلق للنجومية
وبدأت رحلة العراقي مع رفيق دربه الفنان كاظم الساهر من عام 1987 , وشكلا من يومها ثنائي رائع قدمها للأغنية العراقية عشرات الاغاني الخالدة، وكانت أول أغنية في مسلسل (شجاهه الناس) و (ناس وناس) و (معلم على الصدمات قلبي) و (ولا تحرموني منه) حيث كتب للساهر أكثر من 70 أغنية. كما كتب كريم العراقي لمطربين عرب الكثير ، منهم (ديانا حداد ـ فضل شاكر ــ سميرة سعيد _هاني شاكر ـ اصالة نصري ـ صابر الرباعي ـ وآخرين.
بعد نجاحه مع الساهر ، كتب العراقي الكثير من الاغنيات لفنانين عرب
اما ياس خضر .. فهو ابن النجف الأشرف وتولد عام 1938
كان مشواره الفني حافل بالانجازات الغنائية العبقرية , فقد بدأ مشواره بلقائه الأول بالملحن محمد جواد أموري نهاية الستينيات لينتجا اول اعمالهما ، ثم كان لقاؤه بالملحن الريفي كمال السيد عام 1969 الذي قدم له أغنية المكيَّر ،
ياس خضر .. صوت الارض والشجن العراقي الاصيل
وصارت هذه الأغنية جواز مرور مهمّاً لمطرب قدم أحلى ما في صوته للجمهور، وبعدها التقى وفي بداية السبعينيات بالملحن الشاب ـ آنذاك ـ طالب القرة غولي فلحن له (البنفسج) من كلمات الشاعر مظفر النواب واستمر التعاون مع القرغولي وأتت أغنية (مرينا بيكم حمد) للشاعر النواب أيضا ثم إعزاز وكان أداء ياس خضر في هذه الأغنية أداء متميزا.
كان وسيبقى ياس خضر علامة فارقة في الاغنية العراقية
وتستمر نتاجات ياس خضر , فيقدم اعمالاً مازالت وستظل عالقة في اذهان العراقيين لروعتها وصدق احساسها , (ولو تزعل) و(تايبين) و(جذاب) ويمضي مشوار ياس خضر مع رحلاته وصولا إلى بقاع بعيدة عن العراق حتى بات علامة مضيئة في سماء العراق.