تعريف موجز: فتح الله حسيني
يستقطب كتاب “علبة الكبريت” لمؤلفه الصحفي والكاتب الكردي الصديق آريان محمد؛ قارئه الى المنتهى دون دراية من القارئ ذاته؛ إذ يحيلك الكتاب بفصوله المتعددة والمكثفة في آن؛ إلى التمعن في ألاعيب وأدوات وسائل الإعلام العربية والتركية وحتى بعض القنوات الغربية؛ إزاء مجمل القضايا والمسائل؛ وأهمها قضية الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة؛ دون حيادية ودون جرأة كما تدعي شعارات تلكم القنوات الموجهة بكل قوتها نحو التشويش أو في توصيفه الاعلامي التشويق ولكن غير المبرر.
يستند عنوان الكتاب “علبة الكبريت” إلى جملة شهيرة للرئيس المصري السابق حسني مبارك إبان زيارته “قطر” وجولته السريعة في أروقة قناة “الجزيرة” التي كانت في بداية عهدها الصاخب؛ إذ قال مبارك “علبة الكبريت دي؛ تسبب كل تلك المشكلات”؛ ربما نظرا لصغر وضيق مبنى القناة آنذاك.
بطبيعة الحال الكتاب دراسة نقدية مستفيضة؛ موزعة على فصول وأبواب كثيرة؛ تسلط الضوء على التغطية الإعلامية للقناة المذكورة للقضية الكردية سواء في شمال او جنوب او غرب كردستان؛ والكاتب آريان محمد يوضح بدقة ومهنية عالية توصيفات السلب الملازم لتلك القنوات وأهمها “الجزيرة”.
ما دفعني لكتابة هذه الأسطر ان الانتهاء من قراءة الكتاب تحس ان البحث الكردي؛ بحث شاق في نوايا وسائل الإعلام العربية او التركية و يحيلنا إلى استفسارات كثيرة غير منتهية وربما السؤال الاخير الذي يظل مفتوحا دوما : لماذا كل هذا الحقد؛ لماذا كل هذه الكراهية تجاه قضية شعب أصيل يناضل من أجل حقوقه المشروعة؛ وهو شعب لا يطمس حقوق غيره عندما يكون الشعب ذاته حاكما في جغرافيته ويظل متفائلا بخارطة الشراكة دون اقصاء او تمييز.
وبحسب الكاتب والصحفي الكردي البارز ستران عبدالله في تقديمه للكتاب “الجزيرة قناة عربية؛ وتغطي للعربي ذاته؛ لذلك ليس للكردي اي رجاء منها”.