د. ژینۆعبدالله
رواية تستحق القراءة، وبالاخص للمختصين و لدارسي الدراسات العليا، حيث كتبت بلغة سلسلة و كأننا أمام فیلم سينمائي ولكن عن طريق الكلمات فقد أبدع محَمد شكري، الذي حتى العشرین سنة من عمره كان أمياً، في توظيف سيرته الذاتية، وحياته البسيطة والفقيرة والصعبة والقاسية، و تحويلها الى أجمل رواية.
ولو انه بسبب صراحته وجرئته الواقعية ذكر بعض التفاصيل و الأحداث التي لايمكن للإنسان العادي ان يتطرق الى هذه الأشياء التي تتسم بالايروتيكا ولكن فيه حبكة درامية رائعة و مصداقية واضحة تجسدان فكرة عميقة وهي انه لكل إنسان ولو كان فقيرا او من المهمشين او كان له عائلة مفككة و من هو غير محبوب من قبل المجتمع الا ان لدى هذا الشخص قصة و ذكريات في حياته يمكن تحويلها الى عمل او نتاج فني ابداعي.
تدور أحداث الرواية حول مأساة إنسانية بحتة بكل المعايير، حيثُ ينتقل بطل الرواية إلى المدينة مع أسرته بسبب الفقر، لكنَّ والده كان قاسيًا وظالمًا، في صورة بشعة عن عنف وانحراف الأب ودوره في تدمير حياة أبنائه أخلاقيًّا وروحيًّا في شتى النواحي، فقد قتلَ والده أخاه الصغير في لحظة غضب وتستمر المعاناة التي ينتقل فيها شكري من خلال أحداث روايته في العمل وهو دون سن العاشرة للعمل صبيًّا في أحدى المقاهي لتبدأ حياته بالسقوط في منحدرات الجهالة والتسكع أكثر و يمارس السرقة والشرب وكل ما يخطر على بال من رذائل.