في كركوك .. حديقة الشهيد هاوكار عبدالله واحة الاحاديث ومتعة الاجيال

كركوك / رزكار شواني

بغية الارتقاء بالأدب و الثقافة والتآلف الكركوكي في الهواء الطلق ، كانت لمجموعة من شخصيات الرواد البارزين بمختلف مهنهم أساتذة تربويين و كتاب ومهندسين الدور الكبير في تجمعاتهم بإحدی الامكنة الترفيهية الجميلة الواقعة في منطقة تبة العريقة والقريبة من الخط السريع في الشارع الرئيسي ( كركوك – اربيل ) هؤلاء المتنورين يلتقون كل مساء وهم منهمكون في الأحاديث الشيقة و الممتعة عن ماضيهم العريق و إستذكاراته ، الی جانب الحوارات عن الأدب والثقافة ، ويشاركهم شباب المنطقة في حواراتهم.

وقد بادرت إدارة محافظة كركوك مؤخراً بتطوير هذا المكان من خلال عمل اكشاك و مصطبات ذات مواصفات متطورة ، ولايزال العمل جار في عملية تطوير هذه الحديقة ، حيث أشار مستشار محافظ كركوك لشؤن الاعمار والتخطيط العمراني المهندس الأقدم خبات اسعد الى ان العمل جار في هذا المكان من خلال اضافة عمل زرع الثيل والإنارة وغيرها من الخدمات ليكون اكثر جمالاً ورونقاً .

يذكر ان هذا المكان الجميل سمي باسم أحد شهداء تظاهرة الثاني من أیلول المنصرم وهو الشهيد هاوكار عبدالله الذي كان من مرتادي هذه الحديقة الصيفية.

وبغية التعرف علی هذه المجموعة المتنورة / التقتهم المسرى / وكان الحديث ممتعا وشيقا مع هؤلاء .

يقول الأديب والمثقف عادل عمر : نحن الشريحة المثقفة، من موظفين و تربويين و مختلف المجالات الوظيفة، “نعاني من عدم وجود نوادي ترفيهية و حدائق عامة، ولاجل قضاء اوقات فراغنا، اجبرنا ان نجتمع في هذا المكان بمنطقة (تبة) وفي هذه الفسحة، حيث يوجد مقهی متنقل علی حافة الرصيف، وفي أوقات العصر الی مغيب الشمس نجلس و نناقش مواضيع اجتماعية و تاريخية و دينية و سياسية و الاحداث والاخبار ونتسامر، وهذه الجلسات مضت عليه اكثر من سنوات. علماً كان في هذا المكان يوجد فيه كراسي حديدية ولكنها لم تكفي ، فكنا نضطر بجلب كراسي سفرية معنا ، ففي الآونة الأخيرة، أي قبل عدة شهور ، زارنا الأخ خبات اسعد رئيس المهندسين في قسم المشاريع في بناية المحافظة و طرحنا عليه مقترحاً و أعجبه حيث وعدنا برفع طلبنا الى القسم الذي يرأسه، إلا ان قامت الجهات الحكومية بتطوير المكان و الآن أصبح هذا الركن جميلاً و يجذب أشخاصاً من القوميات المتآخية ، و فيها الآن كراسي حديدية و مظلات ، و قريباً سوف تخضر و تزرع فيها الاشجار والورود و المسطحات الخضراء و الانارة”.

اضاف ” نحن نشكر ادارة المحافظة علی هذه الالتفاتة ، ولأن الشهيد (هاوكار عبدالله)كان يجلس معنا و يستمع الی محادثاتنا و مناقشاتنا و يلتزم بالصمت و يبدي احتراما و كان يقول انا استفاد كثيرا من محادثاتكم القيمة، وكانت لجنة المشاريع قد سمت المكان ب(حديقة الادباء والمفكرين) ولكن ولاجل ذكری الشهيد سمينا المكان (حديقة الشهيد هاوكار) وقمنا بوضع صورته علی احد الأعمدة الموجودة في المكان احتفاءاً بذكراه الخالد “.

فيما ، لفت الأديب و الكاتب عبداللطيف عبدالله الى انه ” من المعلوم بأن الحياة عبارة عن عدة مراحل تتضمن مرحلة الطفولة ومرحلة الدراسة ومرحلة العمل ومابعد العمل ، بالأحرى مرحلة التقاعد وهذه مرحلة صعبة يمر بها الأنسان قبل أن يغادر الحياة لان الإنسان في هذه المرحلة ينتابه شعور بأنه اصبح إنسانا هامشيا لافائدة يرجى منه فلم يعد موظفا يلتجئ أليه المواطن ولم يبق مدرسا ينهال منه الطلبة العلم والمعارف ، وهناك ثمة علاقة بين الموت البطيئ والتقاعد والتي تسمى أحيانا من باب المزحة( مت وأنت قاعد) وهذه فكرة خاطئة التي لاتتناسب مع عطاء الإنسان ، ومن هذا المنطلق ولكسر حاجز العزلة ولغرض الإتصال والتواصل وتفاديا من الجلوس في البيت وقضاء وقتا طويلا من الجلوس بين الجدران الأربعة وتخلصا من الموبايل الذي أصبح سارقا للوقت وشاغل الناس بدون فائدة يرجى منه أرتأت فئة من المثقفين من الموظفين والمعلمين والمدرسين ان تختار موقعا في منطقة تپة مكانا يتجمعون فيه لتبادل الأحاديث وتناول الموضوعات الثقافية والاجتماعية والوقوف على أخبار الساعة وقضاء عدة ساعات بعيدا عن منغصات البيوت والبعد قليلا عن كل مايعكر صفو حياتهم.”

 المكان ليس حكرا لفئة معينة دون غيرها فالشباب لهم حضورهم المتميز ليلتقوا بعضهم ببعض ولوجود كازينوهات وأماكن الأكلات السريعة أضفى على المكان رغبة أكثر لإرتيادها.

وفي الأونة الأخيرة شمرت بلدية كركوك عن سواعدها فبادرت مشكورة بالإهتمام بهذا الموقع من خلال قيامها ببناء مضلات وحدائق وأسوار مما أضاف إليه شيئا جميلا ومنظما.

إن هذا الموقع سيكون موقعا ثقافيا وإجتماعيا بارزا، إن ابدت الجهات المسؤولة الإهتمام به وتوسيعه وتوفير مستلزمات وتخصيص أماكن للراحة والإستجمام ليكون مكانا يلتجئ إليها أبناء المنطقة التي تنعدم فيها هكذا أماكن للراحة وقضاء الوقت فأن أقدمت على ذلك فأنهم تكون قد قدمت خدمة إنسانية جليلة ، ودعوتنا خاصة لأعضاء البرلمان الذين بأصواتنا ينالون مقاعدهم .