ريبين عمر
إن الحكمة والرشاد كانا الصفة الطاغية على الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، فقد معروفا بسرعة البديهة والفراسة، فهو بطبعه لم يكن يبحث عن الأجوبة، تراه يرد بالمنطق بصورة جزلة ومتدبرة بعيدا عن المماطلة والتهرب.
وخير دليل على ذلك، ما يرويه لنا المناضل يوسف زوزاني وهو رفيق درب الرئيس طالباني بأن طارق عزيز الذي كان رئيسا للوفد العراقي المفاوض مع الاتحاد الوطني الكردستاني فترة المفاوضات مع النظام السابق، وممثلا عن صدام حسين، قال خلال إحدى جولات التفاوض بأن الكرد نالوا مجمل حقوقهم وليس هناك من فرق أو تمييز بيني أنا وبين أي كردي في هذا البلد (العراق). فرد عليه مام جلال بالقول: أتقبل بأن أحظى هنا في هذه القاعة بنفس الحقوق التي تتمتع بها أنت؟ فرد عليه عزيز: نعم أقبل. فأشار طالباني في خضم الحديث إلى شعار بعثي مكتوب بخط عريض ومعلق في أحد جدران القاعة التي جمعت الوفدين (أمة عربية واحدة … ذات رسالة خالدة) قائلا: (أمة کردیة واحدة … ذات رسالة خالدة) ثم أشار إلى الشعار الثاني (الحزب القائد حزب البعث العربي الاشتراکي) قائلا أيضا: (الحزب القائد الاتحاد الوطني الکردستاني) ليسرع عزيز بقطع حديثه بالقول: لا .. لا ..
حينها قال مام جلال ضاحكا: إذن كيف تدعي بأننا متساوون في الحقوق؟
كانت ردود مام جلال في عالم السياسة سريعة، فأجوبته كانت حاضرة دوما. إن حكمة الرئيس جلال طالباني تبلورت في أنه كان يسجل التاريخ متى ما استدعى الأمر ذلك، نعم هكذا كان طالباني: سياسيا ورئيسا ومرشدا للشعب والثورة إلى أبعد الحدود، وهمه الوحيد نيل حقوق الشعب الكردي وحماية الكرد وكردستان والمحافظة عليها.

