الذكرى السنوية السادسة لرحيل الرئيس مام جلال
تمر علينا اليوم الذكرى السنوية السادسة لرحيل الرجل العظيم مام جلال.
لم تكن رحيل الرئيس مام جلال خسارة كبيرة للاتحاد الوطني الكردستاني والشعب الكردي فحسب بل لعموم العراق والمنطقة بأكملها لأن الفراغ الذي تركه كبير الى درجة يصعب ملأه وسوف يترك أثره على الجميع وعلى المدى البعيد. كان مام جلال أول رئيس عراقي كردي يتم انتخابه في عملية دمقراطية بحتة حيث أجمع عليه العراقيين بكافة مكوناتهم القومية والدينية والمذهبية. ولم يأتي هذا الاجماع من فراغ بل للدور الفذ والفعال الذي لعبه في اعادة بناء العراق بعد سقوط الدكتاتورية.
هذا الرئيس الذي جاء من صفوف البيشمركة كان مثالاً فذاً للتضحية والفداء حيث ناضل لأكثر من نصف قرن دون كلل أو ملل من أجل تحقيق حقوق الشعب الكردي وبناء العراق الديمقراطي الاتحادي.
هذا القائد الذي لم يأبه للمعوقات والصعوبات ابداً ولم يتوانى عن تحقيق الأهداف المقدسة التي عمل من اجلها وكرس حياته من اجلها.
لقد كان سياسياً فريداً من نوعه يعمل دائماً لجمع كافة الأطراف تحت مظلة واحدة ويقف من الجميع على مسافة واحدة ويكون دوماً جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة وهذا ما جعل المرجعية الدينية الأعلى ان تصفه بصمام الأمان للعراقيين.
لذا فان مام جلال لا يعتبر رئيساً وقائداً فذاً وفريداً من نوعه في تأريخ الكرد والعراق فحسب بل في تأريخ شعوب المنطقة والعالم.
ترك رحيل مام جلال فراغاً كبيراً في صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني والدور الذي كان يلعبه الاتحاد الوطني في علاقاته مع الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة العراقية والاقليمية مما جعله خسارة كبيرة للجميع بحيث بات من الصعب ان نجد من يقوم بالدور الذي كان يقوم به مام جلال.
لقد واجه العراق وكردستان وكذلك المنطقة العديد من المشاكل والتي ما كانت لتحصل في وجوده وحتى ان حصلت فكان سيجد لها الحلول الصائبة بحكمته وبُعد نظره وخاصة فيما يتعلق بالمشاكل الموجودة الان بين الاقليم والحكومة الفدرالية.
وفي هذه الذكرى الأليمة تناشد مؤسسة الرئيس جلال الطالباني جميع اعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني وكذلك البيشمركة والاحزاب الكردستانية كافة أن يقتدوا بهذا الزعيم الفذ وأن ينبذوا الخلافات ويضعوا مصلحة الوطن والشعب فوق كل مصلحة وان يحافظوا على المكتسبات التي تحققت بدماء الاف الشهداء وجهود المناضلين وان يسود التوافق والوئام بين الجميع سواءً على مستوى كردستان أو العراق.
الجميع يشهد لمام جلال بأنه هو من صَنَع التأريخ وليس من صَنَعه التأريخ، فعلينا جميعاً وخصوصاً الاتحاديين ان نحذو حذوه وان لا نضيع مسار هذا الرجل العظيم ونبقيه حياً ونجعل نهجه وافكاره ورؤاه نصب اعيننا.
مؤسسة الرئيس جلال طالباني على يقين تام بأنه إذا جعلنا رؤى وحكمة ونهج هذا الرجل العظيم بوصلة طريقنا فسوف نحل جميع المشاكل وسوف نعيد الاتحاد الوطني الكردستاني لسابق عهده ونصل بشعبنا الى بر الأمان حيث يستطيع الكورد أن يلعبوا دوراً فعالاً في العراق وجعل كركوك، قدس كردستان الهدف الرئيسي للاتحاديين وأن نجعل اثبات كردستانية كركوك من أولوياتنا.
تحية لروح هذا القائد العظيم وجميع شهداء طريق النضال.
لنجعل من هذه الذكرى، يوماً للوئام وتوحيد الصفوف من أجل تحقيق جميع أهداف الرئيس مام جلال والذي كرس جل حياته من اجل هذه الاهداف ومن أجل الحفاظ على المكتسبات التي تحققت بدماء الشهداء.
مؤسسة الرئيس جلال طالباني
٢٠٢٣
…..