المسرى .. تقرير: فؤاد عبد الله
يعتقد الكثيرمن المواطنين والمتابعين لأزمة سعر الصرف أن مايحصل حاليا في السوق من انخفاض مستمر لقيمة العملة الوطنية مقابل الدولار له عده أسباب أبرزها شروط وعقوبات الفيدرالي الأميركي على بعض المصارف الاهلية، وكذلك فشل سياسات البنك المركزي في احتواء الازمة ووضع حد لهذا الارتفاع ، إلى جانب الشركات الفاسدة التي تقوم بعمليات المضاربة على حساب المواطن البسيط وأصحاب الدخل المحدود.
عمليات مضاربة
المواطن مهدي المالكي أشار للمسرى إلى أن ” سبب هذا الارتفاع في سعر الدولار مقابل الدينار يعود إلى عمليات مضاربة تقوم بها شركات مدعومة من قبل جهات متنفذة لمصالحها الشخصية على حساب المواطن الفقير وذوي الدخل المحدود”، مطالبا الحكومة بإيجاد حل لهذه المعضلة، وقطع الطريق على المضاربين بالعملة ومحاسبتهم، إلى جانب وضع حلول اقتصادية مدروسة طويلة الأمد وليست وقتية، لأن صعود الدولار يعني انخفاض سعر لعملة الوطنية الدينار، وفقدان الدولة لهيبتها ومكانتها، وبالتالي خلق استقرار اقتصادي واجتماعي وصحي إلى جانب الاستقرار السياسي الموجود “.
الفيدرالي الأميركي
ومن جانبه أوضح المحلل السياسي حسين الكناني للمسرى أن ” تغير سعر صرف الدينار مقابل الدولارهو بسبب سياسية البنك الفيدرالي الأميركي الذي وضع شروط وعقوبات على بعض المصارف الأهلية العراقية، وبالتالي نشأ سوق موازي الذي بدوره يزيد الطلب والبحث عن الدولار، وفي نفس الوقت قيام عمليات مضاربة بالدولار”، مبينا أن “هذه الأسباب وغيرها أدت إلى زيادة الطلب على الدولار وارتفاع سعره مقابل الدينار، وأيضا قيام التجار الصغار بالاعتماد على السوق المحلية للحصول على الدولار لشراء البضائع والسلع وتمشية امور تجارتهم”.
جهات مستفيدة
ويرى الكناني أن ” أسباب ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار ليست بيد البنك المركزي، وإنما الفيدرالي الأميركي الذي في نيته فرض مزيد من العقوبات على مصارف تتهمهم بعمليات غسيل أموال”، لافتا إلى أن “هناك جهات مستفيدة من السوق العراقية لا يمكن إنكارها سواء أكانت روسيا أم الجمهورية الإسلامية أم بعض الدول العربية”.
فشل المركزي
وبدوره انتقد المحلل السياسي صلاح العشماوي البنك المركزي لسياساته الفاشلة في الحد من ارتفار سعر الدولار مقابل الدينار العراقي وقال للمسرى إن ” البنك المركزي العراق فشل في مواجهة ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار، وهو ما يدل على عدم وجود دراسة اقتصادية حقيقية وإجراءات فعلية لمواجهة هذه الأزمة التي ضربت بحركة السوق والشارع بصورة عامة، فضلا عن وجود بعض الضغوطات الخارجية المتمثلة بالإدارة الاميركية التي تريد ان تكون مهيمنة على الاقتصاد العراقي وغيرها من اقتصاديات الشعوب الأخرى في العالم “.
صعود مستمر
يوما بعد يوم يرتفع سعر الدولار مقابل الدينار في الأسواق المحلية، رغم مرور أكثر من 7 أشهرعلى إعلان البنك المركزي بدء العمل بالمنصة الإلكترونية ونظام التحويل المالي الدولي ” سويفت ” إلا أن أسعار الصرف لم تشهد استقرارا، رغم المحاولات الحكومية للسيطرة على سعر الصرف في الأسواق الموازية (السوداء).